بدأ الحديث في الآونة الأخيرة، عن مدى ارتباط الموسيقى بالمشاعر، والانفعالات الخاصّة بالفرح والسعادة تارة، وبالحزن والذكريات الأليمة، تارة أخرى، وهذا ما أكّده علم النفس، الذي يدرّس أهمية تأثير الموسيقى على الصحة النفسية، والمزاج كذلك.
الموسيقى توقظ المشاعر
عن هذا الموضوع، بيّنتْ اختصاصية الصحة النفسية، شذى هاشم لـ "فوشيا"، بأنّ النغمات الموسيقية، التي نسمعها في حياتنا، تؤثر في مشاعرنا فوراً، لا سيما إذا ارتبطت بمشاهد معيّنة، ومواقف حياتية حصلتْ مع أيٍّ منّا، فتأخذه في حالة ذهنية عميقة، تؤدي إلى الاسترخاء الجسديّ والذهنيّ.
وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة، حول مدى قدرة الموسيقى على تحفيز الذكريات المكبوتة لدى الإنسان، في العقل الباطن، إلى العقل الواعي، تحديداً، عندما يصغي إلى النغمات الموسيقية الهادئة، الخاصّة بالآلات التي تحرِّك الأحاسيس، كآلة النّاي، التي تعزّز مشاعر الحزن، ثم آلة العود التي تعزّز مشاعر الفرح، أو ربّما الحزن.
تأثيرها في الصحة النفسية
فسّرت الاختصاصية هاشم، ارتباط الاستماع إلى الموسيقى بالصحة الجسدية، من خلال إفراز الهرمونات المسؤولة عن المشاعر والأحاسيس، التي ترتبط بتحفيز الحالة النفسية، حسب النغمة الموسيقية، بما يؤثّر على مناطق معينة في الدماغ، تستجيب بدورها لتلك النغمة بشكل حسّيّ.
لذلك، عندما يريد أحدنا العودة إلى الذكريات، والشعور بالحنين إلى شخص مقرّب إليه، أو انقطعت علاقته به، أو ربّما فقده لسبب من الأسباب، يلجأ لسماع الموسيقى، التي تذكّره به، لارتباطها الوثيق ببعض المواقف، التي تترك أثرًا عميقًا في النّفس، ما يترتّب عليه، تحفيز أحاسيسنا التي شعرنا بها، خلال ذلك الموقف.
وتابعتْ، لهذا السّبب، نجد كثيرين، يستجيبون لمجرّد سماعهم نوعًا معينًا من الموسيقى، التي يحبّونها، سواءً بالحزن، أو الفرح، أو الإحباط.
ومن أجل ذلك، تستخدم بعض العيادات النفسية، الموسيقى كعلاج حديث، للأشخاص الذين يعانون من التوتّر، والضغط النفسيّ، لتفريغ مشاعرهم المكبوتة، بحسب تعبيرها.
ونصحتْ في ختام حديثها، بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة، غير الصاخبة، التي تحوّل الشّعور بالضّيق، والتوتّر، إلى السّعادة من أجل تحسين الصحة النفسية، والخروج من الأجواء، التي نعيش فيها.