كثيرًا ما تشعرين بالحنق لأنك ورثت عن أمك قصر قامتك أو هذا الإحساس المتزايد بالقلق. لكن ربما يتضح لك أنها أمور بسيطة إذا عرفت أن الطلاق أيضًا يمكن توارثه في الجينات. فوفقًا لدراسة مشهورة في تسعينيات القرن الماضي، تقدّر نسبة الوراثة للطلاق بحوالي 50٪. هذا يعني أن ما يسبب الطلاق يمكن أن يكون أكثر من مجرد علاقة سيئة، يمكن أن يكون وراثيًا.
هناك العديد من العوامل البيئية التي يمكن أن تؤدي إلى الطلاق، لذلك من الصعب تحديد سبب واحد، لكن هل يمكن لما نرثه من الأهل أن يلعب دورًا في تفكك الأسرة؟
في الوقت الحالي، لم تكشف الدراسة بشكل حاسم ما إذا كان شخص ما يحمل هذا الجين أم لا، لذلك إذا كنت تخططين لعمل فحص في المختبر قبل الزواج للتحقّق من وجود جين الطلاق يستحسن أن تفكري جيدًا. ففي الوقت الحالي، وحتى تصبح الدراسات حاسمةً، عليك أخذ فرصتك والمغامرة بالزواج ومحاولة إنجاحه. وحتى إذا تمكّن الباحثون من تحديد جين الطلاق، فسيكون من الصعب تحديد مدى فعاليته، ذلك أنه وفقًا لعلم الوراثة، يعتبر الطلاق نتيجةً لمجموعة معقّدة ومتنوعة من التصرفات والسمات والجينات التي يمكن أن تحدد ما إذا كان الشخص سيبقى متزوجًا أو يحصل على الطلاق.
على الرغم من أن العلم لم يتوصّل بعد إلى نظرية حاسمة بتحديد جين الطلاق لدى الأشخاص، لا يزال بإمكانك الحصول على بعض المؤشرات. فإلقاء نظرة عامة على تاريخ عائلتك، ومعرفة عدد المرات التي حدث فيها الطلاق في العائلة، يمكن أن يعطيك فكرةً عن المخاطر الجينية والبيئية التي قد تواجهينها ويمكن أن تؤدي للطلاق. من المؤكّد أن هذا لا يعني أن لديك جينات الطلاق، لكنه بالتأكيد يمكن أن يعطيك فكرةً.
لكن عليك أيضًا أن تتذكّري جيدًا أن عدد حالات الطلاق في عائلتك لا يحدّد مصير زواجك، فحتى لو انفصل جميع أسلافك عن شركائهم فهذا لا يعني أن زواجك محكوم عليه بالفشل، وإذا نجحت في تحقيق النجاح في زواجك، فهذا يعني أنك بدأت بوضع تاريخ جديد لعائلتك وإنهاء الطلاق.
حاولي أن تكوني أفضل شريكة ممكنة مهما كانت الظروف. وحتى يحسم الباحثون أمر هذا الشيء المدعو "جين الطلاق" فإنه لن يضرّك إجراء فحص التحقّق من جيناتك.