header-banner

كيف تتعاملين مع ابنتكِ إذا اكتشفتِ أنها تحبّ معلّمها؟!

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
15 نوفمبر 2017,8:19 ص


د. محمد أبو شوك

تقول مؤلفة كتاب "مرض الحب" كورنيليا مانجيلسدورف إن المعلم يصبح أحياناً شخصية أسطورية في أعين طلبته، لكونه أكبر سناً وأكثر نضجاً وأكثر مهارة من الطلبة الآخرين.

وقالت أيضاً إن الأكثر ميلاً للوقوع في حب المعلمين من الرجال هم الفتيات، ويحدث هذا إذا كانت الأم منفصلة عن الأب، ما يجعل الفتاة تبحث عن دور الأب الغائب في حياتها، والذي تراه في شخصية المعلم، رغم أن تلك العلاقة محكوم عليها بالفشل.

سبب تعلق الطالبة بمعلمها



بيّن المستشار الاجتماعي الدكتور محمد أبو شوك لـ "فوشيا" أن ظاهرة تعلّق الطالبة بمعلّمها سواءً في مرحلة المدرسة أو الجامعة باتت منتشرة نوعاً ما، تحديداً في مرحلة المراهقة التي تبحث فيها الفتاة عن الرجل البطل، المتكامل، الناضج، العاقل، والفهيم، مقارنة بمَن تراهم من نفس عمرها ولا يمتلكون تلك الصفات.

وأضاف، تبدأ الطالبة تعلّقها بالمعلم بالإعجاب ثم العشق أو الولَه، تفكر فيه طوال النهار، ودائمة الحديث عنه، وأحياناً ترغب بعدم انتهاء محاضرته كي تتحدث معه وتراه لوقت أطول.

في هذه المرحلة، تكون حالة الطالبة النفسية صعبة جداً، وقد تتراجع في دراستها، لذا يجدر بأسرتها استدراك الأمر ومحاورة "المعلم المعشوق" بطريقة صريحة جداً دون دراية الطالبة بذلك، وإخباره أن ابنتهم متعلقة به جداً، وعليه أن يساعدهم ويساعد ابنتهم بخلاصها من تلك الحالة.

كيف يكون ذلك؟



أوضح أبو شوك أن يطلب الأهل من معلم ابنتهم أن يخفّف من معاملته اللطيفة معها، وأن يكون الاهتمام بها ليس كما في السابق، كي تعود إلى طبيعتها، وبعد أن تلحظ تغيّره معها، تبدأ تدريجياً بالابتعاد عنه، والتفكير بطريقة منطقية نحوه.

أما الأم، فدورها مهم جداً، وينبغي أن تتحاور مع ابنتها بشكل محبّب، ولا توبّخها لكونها أحبّت رجلاً أكبر منها سناً، حتى لا تُصاب بصدمة عاطفية أو اكتئاب، بل توعيتها بماهيّة الزوج، وصفات الزوج المناسب، وحياتها المستقبلية بأسلوب التورية وليس بشكل مباشر، وعلى جلسات متكررة

بينما على الأب، إذا كان موجوداً في الأسرة، أو الأخ الكبير، فلهما دور فاعل ومؤثر في تعزيز ثقتها بنفسها، وتعزيز دور أحدهما من خلال الخروج معها وتبادل الحديث الودّي وطمأنتها أن لها سنداً في حياتها يحميها ويتطلع إلى تطوّرها مستقبلاً، والقصد من هذا كله، تعزيز فكرة خروجها مع رجل، ومن ثم تعزيز غريزتها أيضاً

وانتهى أبو شوك إلى ضرورة إشغال الفتاة بهواياتها وإشراكها باهتمامات متنوعة كي تملأ وقتها بدلاً من وقت الفراغ الذي تشغله بالتفكير بمعلمها

footer-banner
foochia-logo