header-banner

لأنها قليلة الكلام والتعبير يصعب فهمها والتعامل معها.. هي "الشخصية الغامضة"

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
1 مايو 2017,11:28 ص

لا تنطبق عليه عبارة: "الذي في قلبه على لسانه"، ولا نعلم عنه شيئاً، وإذا عرفنا أي شيء عنه فهو قليل جداً مقارنة بما يخبئه من أمور كثيرة، ينجذب الناس إليه كثيراً نظراً لحشريّتهم وفضولهم في معرفة وفهم ما يخفيه، وبسبب ذلك يرونه جميلا جداً نظراً لصعوبة التعامل معه، فتلك السمة تضفي عليه ميزة من ميزاته العديدة، إنه صاحب "الشخصية الغامضة".

يؤكد أخصائيون نفسيون أن الغموض قد يكون مرضاً نفسياً مصاحباً للاكتئاب النفسي وليس مشكلة في سمات الشخصية، ونتيجة لإصابة الإنسان بالاكتئاب فإنه يبدأ في تقويم حركته وانفعاله حتى يتوصل بالتدريب التدريجي إلى التقليل من الكلام الذي ينتج عنه الغموض إما العابر أو المؤقت الذي عادة ما يحصل كردة فعل نفسية لموقف معين أو ردة فعل انعكاسية لموقف ما.

صفات صاحب الشخصية الغامضة



صاحب الشخصية الغامضة يمتلك من الميزات الكثير، إذ يوصف بقلة الكلام واختصاره، وكذلك قوة ملاحظته، بحيث يعتمد على حاستيّ السمع والبصر أكثر من حواسه الأخرى، لذلك يوصف بالتركيز الحاد الذي يمكنه من معرفة التفاصيل والاستماع وتحليل الأحداث التي تدور حوله بشكل أسرع بل وأكثر من غيره من الشخصيات.

لذلك قد تجد الشخص الغامض دائماً هادئا، ولا ينفعل بسهولة، لقدرته على التحكم في نفسه جيداً، حتى أثناء مواجهته أية ظروف صعبة، ولأنه يعطي لنفسه فرصة للتفكير واتخاذ القرارات الصائبة بكل حكمة وجدّية.

لا أحد يمكنه التكهّن بالأفعال التي يُصدرها الرجل الغامض، وفي بعض الأحيان تكون غير متوقعة ولا معروفة، بحكم أن تصرفاته تظهر بعد أن يكون قد فكر فيها عميقاً، لذلك تتصف بالرزانة والاتزان لأنه يديرها بإحكام وتحكّم، إضافة إلى أن تصرفاته هذه ليست تقليدية ولا مملة، لكونه يحب التغيير والتجديد وابتكار كل جديد في الأساليب والأفكار المتعلقة به.

عوامل وراثية وبيئية تلعب دوراً كبيراً في درجة الوضوح والغموض عنده، فكلما كان هذا الشخص يعيش في بيئة منغلقة ولا يستطيع التعبير عن مشاعره وأحاسيسه بطريقة صحيحة، فإنه سيتحوّل تلقائياً إلى رجل قليل الكلام، ومتقوقع على نفسه محاولاً إخفاء ردات فعله عن الآخرين.

يُعد "اضطراب الشخصية الشكَّاكة" سمة من سمات صاحب الشخصية الغامضة، لكونه لا يثق بالآخرين، حتى مع زوجته دائماً ما يوجه لها العديد من الأسئلة المتعلقة بأفعالها والأماكن التي تذهب إليها وعن كافة تحركاتها، أما إذا كان زميلاً في العمل أو الدراسة فإنه دائماً ما يشك في زملائه سائلاً إياهم: "ما الذي تقصدونه؟" حول أي عبارة تمرّ على مسامعه، وهو ما يعني اضطراباً يصيب شخصيته.

وحسب ما يوضحه خبراء علم النفس عن صاحب الشخصية الغامضة هو ذلك الذي يعيش ضمن قيم وقناعات أساسية لا يتنازل عنها نهائياً، رغم إدراكه لأهمية المرونة في التعامل مع الغير وتقبّلهم، إضافة إلى أن ظهوره المتكرر أمام الناس بشكل مستمر تجعل منه شخصية تقليدية، لذلك يختار سحراً صنعه لنفسه بنفسه يتمثل في الابتعاد كثيراً عن محيط الآخرين وهذا ما يحوّله إلى شخص مطلوب دائماً، ومحطّ اهتمام كل المحيطين به.

google-banner
footer-banner
foochia-logo