إذا كانت أصوات قرمشة البوب كورن تشعرك بالاشمئزاز وأنت تشاهدين فيلمك المفضل في السينما أو أن صوت الطباعة على لوحة المفاتيح في المكتب يثير حنقك، فمن المحتمل أنك تعانين من مرض "الميزوفونيا".
بعد أن عاش في الخفاء لسنوات طويلة، تم اكتشاف هذا المرض مؤخراً في العام 2000 من قبل الباحثين الأمريكيين مارغريت وباول جاستبروف، وتطورت البحوث منذ ذلك الحين لتمنح بعض الأمل للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب العصبي اللاإرادي حتى يعيشوا بسلام.
بالنسبة للدكتور فيليب بينار، أخصائي الأمراض العامة في مستشفى جورج بومبيدو في باريس، يقول إنه يتميز مرضى الميزوفوفبيا أو "متلازمة حساسية الصوت الانتقائية" بردات فعل عنيفة ولا إرادية تجاه الأصوات العضوية كالمضغ والنفس والسعال، وغيرها من الأصوات الخفية مثل صوت الطباعة على لوحة المفاتيح وصرير القلم، حيث يسبب لهم ذلك نوعاً من العذاب النفسي بخلاف الأشخاص الطبيعيين". وأضاف أن السبب يكمن في "وجود اضطرابات في المزاج أو القلق ... ولربما يكون السبب وراثياً".
لم يتبين الدليل القاطع على وجود خلل دماغي لدى الأشخاص الذين يعانون من الميزوفونيا إلا في العام 2013 حين نشرت جامعة نيوكاسل تقريراً في مجلة Current Biology تؤكد فيه وجود حركة غير طبيعية على مستوى القشرة الدماغية للمرضى عند سماعهم للأصوات المزعجة، بحسب ما ذكرت مجلة لوفيغارو.
ويفيد د. بينار أن هذه الحالات المرضية تبدأ من مرحلة الطفولة وتستمر مدى العمر في معظم الحالات لأنه لاتتوفر هناك علاجات حاسمة حتى الآن بل هي علاجات السلوك المعرفي التي يلجأ إليها معظم المعالجين المتخصصين للتخفيف من ردود الفعل السلبية، مثل تحفيز الأشخاص على الانتباه لأنفسهم وتفادي المواقف والأماكن التي يمكن أن تثير غضبهم.
إن نسبة كبيرة من هؤلاء الأشخاص صرحوا في وقت ما بالقول: "أعتقد أنني أرغب في قتل أحدهم"، أو "أشعر بغليان في داخلي...أنا أتصبب عرقاً" أو أنهم ببساطة يشعرون بالغضب والكراهية تجاه مصادر الإزعاج.
الكثير من الأشخاص لا يعلمون بوجود هذا المرض وربما حتى أنت، والكثير منهم يشعرون بـ "الرغبة في قتل أحدهم" أو ببساطة الشعور "بالغليان الداخلي اللاإرادي"، لذا من الصواب التماس العذر لنفسك ولهؤلاء الأشخاص ومحاولة تفهم شعورهم بالابتعاد عن كل ما يشعل غضبهم أو يأجج حالة الميزوفونيا لديهم.