الشاي والتوابل والطعام الحريف تؤدي إلى إفراز الجسم للعرق، فنشعر بالبرودة التي لا يحققها المشروب المثلج.
ويلجأ الكثيرون من سكان المناطق الحارة إلى تناول المأكولات الحادة والمشروبات الساخنة لسبب علمي بسيط وهو أن ذلك يعمل على تُعرّق البدن، ومن ثم يتبخر العرق فيشيع البرودة في الجسم، صيفًا.
موقع إس بي إس العلمي عزز هذه الحقائق، بأبحاث ودراسات مستفيضة، تبدأ من الإيمان باننا خُلقنا ولدينا القدرة على موازنة الحرارة في أجسامنا. هذه القدرة تنتجها عملية التمثيل الغذائي، التي تبقي أجسامنا باردة في الظروف الجوية الحارة أو تحفظ حرارة أجسامنا في الأجواء الباردة.
عملية التمثيل الغذائي هي هضم الدهون والبروتينات والكربوهيدرات التي هي وقود الجسم البشري، حيث يجري في القناة الهضمية امتصاصها لتدخل في مجرى الدم .
أما التعرق أو عملية التبريد التبخيري فهي الطريقة الفيزيولوجية الرئيسية التي يتم بها الإفراج عن الحرارة الزائدة في أجسامنا، فتدفق الدم إلى الجلد والقدمين واليدين من عملية الدوران يزيد انتقال الحرارة للجسم، لكن عندما يتحول العرق إلى بخار يتم طرد الحرارة من الجلد.
وبتفصيل أكثر، فإن لدى البشر ملايين الغدد العرقية في الجلد حيث يوجد حوالي 440 الى 1000 غدة عرقية في كل رقعة حجمها 5 بالمئة من الجسم.
إن عملية التعرق المعقدة تمنح جسم الإنسان القدرة على التحكم بدرجات الحرارة، ناهيك عن إمكانية الحفاظ على استقرار درجة الحرارة الطبيعية في الجسم بين 36.5 و 37 درجة.
كيف يحدث التعرق؟
يتسبب ارتفاع درجة الحرارة سواء داخليًا أو في البيئة بتعرقنا بسرعة، ويحدث هذا عندما تستجيب النهايات العصبية الحساسة للتغيرات التي تطرأ على الحرارة، بالإيعاز للدماغ بأن تغييرًا طرأ على معدل الزئبق نتيجة ارتفاع أو هبوط في الحرارة، وعندئذ يبدأ الجسم بالإستجابة والتفاعل حسب الحالة مستخدمًا آلية التعرّق.
القلق العاطفي والذهني يتسبب أيضًا بالتعرق، إضافة إلى حالات مرضية مثل السكر.
الدكتور أولي جاي، رئيس مختبر بيئة العمل الحراري، أجرى عدة دراسات استغرقت سنوات عديدة حول كيفية تنظيم البشر لدرجة حرارة اجسامهم تحت ظروف مختلفة.
وأظهرت دراسته أن كمية الحرارة المخزنة في الجسم، تقل عند تناول المشروب الساخن عن تلك الملاحظة عند شرب المشروب البارد.
د.
وتوصل الباحث في دراساته إلى نتيجة مفادها أنه إن لم يكن باستطاعتك تحمل شرب المشروبات الساخنة في الصيف، فعليك، على الأقل، تجنب شرب المشروبات المثلجة، مع تفضيل تناول مشروب درجة حرارته محتملة لأن ذلك يعطي نتيجة جيدة بأن تشعري ببرودة الجسم.
وهكذا فبعد شرب الشاي الدافىء في الهند، أو تناول صحن من طبق حساء المعكرونة الفيتنامية المصنوع من عظام البقر والزنجبيل والبصل والكثير من التوابل العطرية واسمه "حساء البو"، أو الصلصة المكسيكية الحارة، فمن المؤكد أن تتسبب في التعرق.
وفي الصيف بينما تفضلين تناول بعض المشروبات المثلجة، فاعلمي أن تناول الطعام الغني بالتوابل الحارة سيؤدي الغرض نفسه، وسيبرد جسمك وهذا بالطبع إن كانت المعدة تتحمل أكل مثل هذا الطعام.