يختلف موسم دراما رمضان 2020 هذا العام عن سابقه من الأعوام الماضية بسبب جائحة فيروس كورونا التي ضربت العالم، وما تابعها من تأثيرات على كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية، ولم تكن الجوانب الفنية بمنأى عن الموضوع، حيث كان لصناعة الدراما في مصر نصيب من هذا التأثر أيضًا، فمصر التي كانت تُنتج نحو 40 مسلسلًا في كل موسم درامي بشهر رمضان انخفضت النسبة هذا الموسم إلى قرابة 25% وسيتم عرض 11 مسلسلًا فقط.
وتستعرض "فوشيا" في التقرير التالي مدى تأثر أجور النجوم وسط هذه الأزمة من ناحية تخفيض أجورهم وتغيير العقود من عدمه في ظل انتشار كورونا وتغيير خطط الإنتاج والتصوير بشكلٍ عام.
في البداية، قالت الفنانة المصرية بشرى إن الدراما التلفزيونية في مصر تحظى بمشاهدة قوية واهتمام من المتابعين والنقاد في مصر والدول العربية ولذلك فإن السوق فيها مضمون، منوهة إلى أن ما يتم تداوله من أجور عبر وسائل الإعلام، مجرد توقعات ربما تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، مردفة: "من يحصلون على الملايين من مهنة الفن معدودون على الصوابع بالفعل".
وأكدت بشرى، في تصريحٍ خاص لـ "فوشيا"، أن من يحصلون على هذه الأرقام تكون بسبب نجوميتهم والاسم الكبير الذي يتمتعون به، إضافة إلى أن المنتج يضمن باسم الفنان جلب الإعلانات، فدائمًا ما يأتي المُعلن على المسلسل الذي يحمل اسم فنان كبير.
ونوّهت إلى أن عددا كبيرا من الفنانين يحصلون على أرقام قليلة على العكس مما يفهمه الجمهور، منوهة إلى أنها كفنانة تتقاضى أجرها على دفعات، وفي ظل أزمة كورونا لا تمانع في الحصول على أجرها بطريقة الدفعات على فترات طويلة سواء كان الأمر منصوصًا عليه في التعاقد أو بشكل ودي.
واتفق أيضا مع هذا الرأي المنتج محمد مختار، والذي قال إن المنتج لا يمكن له أن يدفع مبلغًا لفنان إلا وهو يعرف تمامًا أنه سيسترده، ولذلك فمن حق الفنان أن يقول: "أنا مال أجري بالأزمة أنت فلوسك هترجعلك"، إلا لو تم الأمر بشكل ودي بعيدًا عن التعاقدات وبنودها.
وعن مسألة تأثر أجور الفنانين بكورونا، علق مختار "الأمر غير وارد على الإطلاق، حيث إن مسلسلات هذا العام تم التعاقد عليها قبل السماع حتى عن شيء اسمه كورونا، فمثلًا لا يوجد فنان تعاقد على مسلسل بشكل متأخر إلا عدد قليل مثل خالد النبوي وحتى عند تعاقده في أواخر يناير لم تكن كورونا قد ظهرت في مصر بعد، ولذلك ما أود قوله إن التعاقدات لا علاقة لها بالأزمة فهي أمور تعاقدية لا تتغير".
بينما علقّ أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في تصريح لـ"فوشيا" على مسألة تأثر أجور الفنانين قائلًا "إن الأمر يعود لاتفاق بين المنتج والفنان ولا تتدخل النقابة إلا في حال كان هناك شكوى من أحد الطرفين وهو ما أتوقع حدوثه خلال المرحلة القادمة".
وأضاف زكي: "أتمنى من المنتجين والفنانين على حد سواء تحمل عقبات الأزمة التي نمر بها، وأن تتم تسوية التعاقدات بالتراضي في حال أرادت الجهة المنتجة تخفيض عقود الفنانين، وأتوقع أن تتم هذه العملية في هدوء بعيدًا حتى عن النقابة؛ لأن الكل يقدر صعوبة المرحلة".
من جانبها قالت الناقدة المصرية حنان شومان، إنه لا علاقة لمسألة تأثر أجور الفنانين بسبب انتشار فيروس كورونا، خاصة وأن التعاقدات بين جهة الإنتاج والفنانين تمت قبل ظهور كورونا ومن ثم فإن الالتزام بالعقود أمر حتمي.
وأكدت في تصريح خاص لـ"فوشيا" أن موسم دراما رمضان في مصر بات يتحكم فيه جهة إنتاج واحدة وغالبًا جهة عرض واحدة أيضًا، منوهة إلى أنه حتى لو ظهر منتج منفذ يكون من الباطن وهو ما يؤكد أن مصر تعاني من حالة "احتكار".
وأوضحت أن الشركة التي تحتكر الأعمال الدرامية تتصور أنها يمكن أن تضبط سوق الدراما وأجور النجوم، ولكن في النهاية يوجد زهاء 5 أو 6 نجوم أجورهم عالية، ولا تستطيع الشركة أن تخالف عقدها مع هؤلاء لنجوميتهم، وباقي المشاركين في الأعمال الفنية سواء داخل الكواليس أو وراءها تكون أجورهم ثابتة ومنخفضة.