ربما لا يخفى على أحد عديد الاستخدامات التي تقوم بها صودا الخبز، سواء في أغراض الخبز، التنظيف، معالجة عسر الهضم، تهدئة الطفح الجلدي، تبييض الأسنان وغير ذلك من الأشياء. لكن في مقابل كل هذه الاستخدامات والمزايا، خرج باحثون وخبراء مؤخرا ليحذروا من استخدام صودا الخبز على البشرة بأي حال من الأحوال.
وقال الخبراء إن السبب وراء تحذيرهم من استخدام صودا الخبز على البشرة هو الرقم الهيدروجيني، أو مقياس الأس الهيدروجيني، الذي تتراوح درجاته من 1 إلى 14، حيث إن نقطة التعادل هي الرقم 7، وما دون 7 يعد حمضيا وفوق 7 يعد قلويا.
ونوه الخبراء بأن صودا الخبز (أو بيكربونات الصوديوم) تقف عند الرقم 9 على مقياس الأس الهيدروجيني، بما يعني أنها مادة قلوية، في حين أن البشرة في المقابل تعد حمضية، حيث تقف عند درجة تتراوح من 4 ـ 6 على مقياس الأس الهيدروجيني.

وشدد الخبراء لذلك على أن الحفاظ على حمضية البشرة، أو حاجزها الطبيعي الذي يتألف من زيوت وإفرازات عرق، تحمي ميكروبيوم البشرة ودرجة رطوبتها، هي أحد الجوانب الهامة التي تساهم في الحفاظ على صحة البشرة بصورة كبيرة في الواقع.
من جانبها، قالت أونيكا أوبيوها، طبيبة الجلدية المقيمة في لوس أنجلوس، إن الرقم الهيدروجيني الحمضي يعد أمرا مثاليا لتجديد الخلايا بشكل سليم، ترطيب البشرة وتعزيز وظائف الحاجز الوقائي للبشرة. مع العلم بأن تضرر هذا الحاجز يجعل البشرة أكثر عرضة للالتهابات، الجفاف والشيخوخة التي تحدث بشكل متسارع.
ومع هذا، لفتت أونيكا إلى أن استخدام صودا الخبز من حين لآخر كعلاج موضعي لحب الشباب أو كمقشر أمر لن يتسبب في حدوث أي ضرر على الأرجح. أما استخدامها بشكل متكرر فيمكن أن يؤدي بالفعل إلى تغير الرقم الهيدروجيني للبشرة؛ ما يضر بحمضية البشرة الواقية وببكتيريا الجلد الطبيعية، وهو ما يجعل البشرة أكثر عرضة في الأخير لعديد المشاكل، التي من ضمنها الجفاف، التهيج والعدوى.
وأضاف جوشوا زيشنر، طبيب الجلدية المقيم في نيويورك، أنه شخصيا يوصي بضرورة تجنب وضع صودا الخبز على البشرة، لكونها مادة قلوية قد تضر بطبقة الجلد الخارجية، وهو ما يحتمل أن يتسبب في حدوث تهيج والتهاب في نهاية المطاف.