واحد من أبرز المفاهيم الخاطئة التي يتم تداولها هو أن مشكلة حب الشباب ستزول في سن معينة، والواقع غير ذلك تماما؛ لأن تلك المشكلة قد تظل قائمة لعقود.

وربما تسببت الخرافات المنتشرة بكثرة حول نظم العناية بالبشرة المصابة بمشكلة حب الشباب في زيادة أعداد النساء اللواتي يحاولن التخلص من تلك الحبوب بسرعة.

وعلقت على ذلك دكتور كوري هارتمان، طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة في برمنغهام، بقولها إنه لا داعي لتصديق كل هذه المعلومات المغلوطة التي لا أساس لها من الصحة أو البرهان العلمي، داعية إلى ضرورة اتّباع روتين معين لحل هذه المشكلة.

واتفقت دكتور هارتمان مع دكتور كاتي بيليزناي، طبيبة الأمراض الجلدية في فانكوفر بكندا، على أن أفضل روتين لمواجهة حب الشباب يتكون من الخطوات الآتية:

الخطوة الأولى ( التنظيف )

غسل الوجه مرتين يوميا يمكن أن يساعد على إزالة أي زيوت، أوساخ وآثار متبقية للمكياج، مع تذكر أن حب الشباب لا ينتج عن اتساخ البشرة، وأن الإفراط في غسل الوجه قد يتلف حاجز البشرة ويتسبب مع الوقت في تفاقم حالات الإصابة بحب الشباب. ولهذا ينصح باستخدام منظفات لطيفة على البشرة لضمان القيام بعملية التنظيف دون تجريد البشرة من زيوتها. وحال كانت الإصابة بحب الشباب شديدة، فلا مانع من استخدام منظف يحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي مثل الجليكوليك.

الخطوة الثانية ( استخدام كريم ريتينويد )

لك أن تعلمي أن المستحضرات الدوائية التي تعرف بالريتينويدات هي المعيار الذهبي للعناية بالبشرة؛ لأنها تعنى بمعالجة مشاكل البشرة الشائعة كالشيخوخة، الملمس وحب الشباب. وتنصح الطبيبتان باستخدام كريم ريتينويد ( أو ريتينول ) يتسم بالقوة التي تعتمد على المزيج الذي يجمع بين شدة حب الشباب وما يمكن للبشرة أن تتحمله. وقد ثبت أن استخدام منتجات الريتينويدات لفترة طويلة يفيد في علاج حب الشباب وكذلك تحفيز الكولاجين وتحسين الخطوط الدقيقة وملمس البشرة.

الخطوة الثالثة ( الترطيب )

إذا لم يكن كريم الريتينويد الذي تستخدمينه من النوع المرطب، فعليك في تلك الحالة أن تدرجي كريم ترطيب في روتينك الخاص، نظرا لأهمية الحفاظ على رطوبة البشرة؛ لأن ذلك يساعد على منع إصابتها بجفاف شديد، علما بأن كثيرا من العلاجات التي يتم استخدامها لمواجهة حب الشباب قد تتسبب في إصابة البشرة بجفاف.

الخطوة الرابعة ( استخدام كريم واق من الشمس )

يجب عدم إغفال استخدام أحد أنواع الكريمات الواقية من الشمس، فهي ضرورية لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية ذات الموجات الطويلة "UVA" والمتوسطة "UVB" عند استخدام مكونات نشطة لحب الشباب، قد تصيب البشرة بحساسية. وأوصى الأطباء بإمكانية استخدام واق شمسي معدني؛ لأن المنتجات الكيميائية من الممكن أن تتسبب في الإصابة بالتهاب الجلد التماسي لدى بعض الأشخاص.

الخطوة الخامسة ( العلاج الموضعي )

فالأطباء يرون أن أفضل وسيلة يمكنك الاستعانة بها هي استخدام نوعية العلاجات الموضعية لمنع تكون حب الشباب كجزء من إستراتيجية علاجية طويلة المدى، لكن إن ظهرت لديك المشكلة وكنت تودين التعامل معها بسرعة، فيمكنك تجربة بيروكسيد البنزويل أو حمض الساليسيليك الموضعيين، شريطة عدم الإفراط في استخدامهما.

ماذا عن حب الشباب الهرموني؟

الحقيقة المُرَّة هي أنه لا يمكن فعل الكثير لمواجهة حب الشباب الهرموني في المنزل، وإن أوصت الطبيبتان هارتمان وبيليزناي بإمكانية استخدام حبوب سبيرونولاكتون بوصفها خيارا رائعا لعلاج الحبوب الناتجة عن الهرمونات، وبالإضافة لذلك، هناك أطباء يصفون حبوب منع الحمل أحيانا كأحد الخيارات العلاجية.