أذواق وأطباق

14 أبريل 2020

في "اليوم العالمي للفنون" تعرف إلى أهم الفنون الحرفية في أذربيجان

تتألف الأعمال الفنية والإبداعية في أذربيجان من مزيج رائع من الأساليب المتنوعة، والتي تعكس التحولات الثقافية والاتجاهات المتغيرة التي مرت بها البلاد عبر مئات السنين. لذا، أصبحت أذربيجان مصدر إلهام كبير للفنانين الشباب في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت الذي يعرض فيه الفنانون الأذربيجانيون أعمالهم الفنية المذهلة في جميع أنحاء العالم، أصبحت أذربيجان وجهة للفنانين المتعطشين للاطلاع على الفن المعاصر الذي تتخلله رموز من الماضي.

بمناسبة "اليوم العالمي للفنون" الذي يحتفل فيه العالم في تاريخ 15 أبريل، إليكم قائمة بأبرز الفنون الحرفية والمراكز والمتاحف الفنية وأشهر الفنانين الأذربيجانيين!

نسج السجاد

ظهرت حرفة نسج السجاد في أذربيجان منذ قديم الزمان، وهي تعتبر من أقدم أنواع الفن التطبيقي في المنطقة، ويُثبت وجودها القديم جداً العديد من الاكتشافات الأثرية من جميع أنحاء البلاد. أيضاً، تعتبر صناعة السجاد في أذربيجان تقليد عائلي يتوارثه جيل تلو الآخر، ومهارة تُكتسب من خلال الممارسة.

ونظراً لأهمية صناعة السجاد كجزء بارز وجذري من الثقافة الأذربيجانية، تم إنشاء متحف السجاد الذي صُمم على شكل سجادة ملفوفة، وهو أول متحف متخصص في دراسة وحماية السجاد القديم لأذربيجان. وبدأ العمل في جمع المعروضات فيه عام 1967، وتمكن الزوار الأوائل من زيارته في عام 1972 ومشاهدة المعروضات النادرة التي تم جمعها في المتحف.

صناعة النحاس

ما زالت الأساليب التقليدية في صناعة النحاس تُستخدم في أذربيجان حتى يومنا هذا، وقد وصل إنتاج النحاس إلى مستوى عالٍ جداً من التطور. تتجذر الحرفة في قرية لاحيج القديمة التي اشتهرت منذ القدم كونها مركزاً للحرف اليدوية، وعلى وجه الخصوص، بإعداد منتجات نحاسية عالية التقنية. في عام 2015، تم إدراج الحرف اليدوية النحاسية في لاحيج في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. 

حرفة الشبيكة

الشبيكة هي حرفة قديمة ظهرت في العمارة الأذربيجانية خلال القرنين التاسع والثاني عشر. تضفي بانوراما الألغاز المرسومة على الزجاج الملون الحياة على المباني، كما أنها فريدة من نوعها من ناحية أن الإطارات الخشبية المعقدة مركبة بدون غراء أو مسامير، حيث يتم إدخال قطع صغيرة من الزجاج الملون في شبكة خشبية عادةً ما تكون مصنوعة من خشب الجوز أو خشب البلوط. يُعتبر قصر خان الذي يقع في مركز شيكي التاريخي المدرج في قائمة اليونسكو أهم مثال على فن الشبيكة. 

أبرز المتاحف وصالات العرض الآسرة للعقول 

مركز حيدر علييف

يُعتبر مركز حيدر علييف جوهرة التاج بالنسبة للهندسة المعمارية في باكو. وقد صممته المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد، وهو أحد المعالم الشهيرة في مدينة باكو. بالإضافة إلى تصميمه المعماري الخلاب، يضم المبنى بعضاً من أفضل الأعمال الفنية في المدينة، ويتألف من أربعة طوابق ضخمة مخصصة للفن والثقافة، بالإضافة إلى متحف رائع.

ويشمل المتحف الآثار التقليدية واللوحات الصخرية من غوبوستان، وأعمال النسيج الحائطية الغنية من عصر طريق الحرير، ويحتوي عجائب العصور القديمة المتنوعة والساحرة.

ستلاحظون كلما ارتفعتم في طوابق المبنى، كأنكم تسيرون عبر تاريخ البلاد وانتقالها عبر المراحل المختلفة، كما سيأخذكم النصب الذي يمثل عصر ما بعد الحداثة في رحلة عبر تطور الأعمال الفنية عبر العصور.

متحف الفن المعاصر

افتتح المتحف الأول للفن الحديث في مدينة باكو عام 2009 تبعاً لاقتراح مريبران علييفا سيدة أذربيجان الأولى، في مبادرة لكسر قيود القوانين الصارمة، ونشر ثقافة حرية الرأي من خلال الفن. وتحاكي العمارة تلك الثقافة عبر الممرات المفتوحة الواسعة والجدران المائلة في المتحف الضخم.

يضم المتحف الرائد أكثر من 800 عمل فني، منها الهياكل الرمزية من الحقبة الرومانسية التي صممت بأنامل فنانين مثل عمر إلداروف ونادر كاسوموف، بالإضافة إلى لوحات معاصرة لفنانين مثل إلدار محمدوف وأشرف مراد.

كما توجد العديد من الأعمال الفنية المذهلة لأساتذة أذربيجان من الستينيات والسبعينيات، وأعمال كلاسيكية حديثة لأمثال بيكاسو ودالي. ومن أهم الأعمال الفنية التي لا تفوت في المتحف عمل بعنوان "غير معروف" والذي ظهر في البلاد خلال الحقبة السوفييتية. ولو لم يتم عرض أعمالهم في المتحف، كانت أسماء هؤلاء الفنانين ذهبت طي النسيان.

يارات! استوديو الفن المعاصر

تعني كلمة "يارات" باللغة الأذربيجانية "الإبداع". تعكس الأعمال الفنية والمنحوتات التي يعرضها الاستوديو الأفكار الثورية لأصحابها والتي لا تخلو من البعد السياسي والاجتماعي. تقع منطقة الArt Space في مبنى بحري تم إعادة استخدامه في الحقبة السوفيتية، ويستضيف منذ افتتاحه في عام2011 معارض فنية، وعروض أفلام، ومحاضرات، وفعاليات ثقافية عديدة.

كُرس الاستوديو ليكون مركزاً للفن المعاصر، وتعرض المساحة الداخلية فيه مجموعة من المواهب المحلية التي يتم الترويج لها في جميع أنحاء المنطقة. حيث يعرض أعمال العديد من الفنانين المنُتقين، إلى جانب مجموعة مختارة من المعارض الدورية المنتظمة، وعروض اليوم الواحد، لذا أصبح الاستوديو مركزاً للفنانين الناشئين.

أبرز فناني أذربيجان

علي شمسي

يُعرف أيضاً باسم "الفنان من آيتشيريشير" أو "الفنان ذو الأقدام العارية". ينحدر علي شمسي من قرية صغيرة عند سفح جبال القوقاز. ومنزله المفعم بالحياة والاستوديو الفني الخاص به هما أحد أبرز الكنوز العديدة في مدينة باكو القديمة، كما أن ورشته الإبداعية الفريدة والتي لا يمكن تفويتها مفتوحة للعامة لزيارتها، وهي محطة مفضلة للسياح الذين يرون أنها أرض عجائب من اللوحات.

 

يشتهر علي شمسي بكثرة أسفاره ورحلات الاستكشاف ومشاركاته في المعارض الدولية، لذا فهو شخص يصعب العثور عليه، ولكن يمكن العثور على أعماله الفنية في الاستوديو الخاص به، وكذلك في منازل الأمريكيين المشهورين والألمان والجورجيين والروس. وقد زينت لوحاته الجدران داخل البرجين التوأمين المنهارين في نيويورك.

 

أورخان حسينوف

لربما يكون من المثير للاهتمام أن معظم سنوات دراسة أورخان حسينوف كانت في الفنون الكلاسيكية، بما فيها شهادات البكالوريوس في تصميم السيراميك من كلية العظيم عظيم زاده للفنون في باكو. ومع ذلك نلاحظ أن غالبية أعماله الفنية تتسم بالحداثة والمعاصرة.

 

وقد سلّط معرضه الأخير في عام 2017 الضوء على انتشار "الأخبار المزيفة" وتتبع أصولها للسياسة الأمريكية والتي ازدهرت في الأخبار العامة. وسواء كان العمل الفني عبارة عن صورة لأحد مستخدمي فيسبوك المُضَلَّلِين، أو أحد مستخدمي الإنترنت التطفليين، فإن طريقة تعبير حسينوف الفنية تتصف بالحيوية والصراحة. وقد وفرت له قدرته على التكيّف مكاناً في المهرجانات والمعارض الفنية العالمية في جميع أنحاء براغ وروما بما في ذلك معرضين في بينالي البندقية.

فايق أحمد

يشتهر فايق أحمد بتصويره الفني للسجاد الأذربيجاني التقليدي، إذ يقوم بتفكيك تركيبة السجاد التقليدية ويعيد ترتيب المكونات الناتجة منه وجمعها مع منحوتاته ذات الطابع الفني المعاصر.

ويُعرف فايق أحمد الذي يتخذ من باكو مقراً له بمنحوتات السجاد التي تتسم بلمسات من عالم الهوس والخيال والخداع البصري، وتجمع بين البحث في تقنيات النسيج القديمة والنظم الأيقونية مع طرق التصوير العصرية، فنرى الألوان المتقطعة تشكل البيكسلات الرقمية والتي يمكن رؤيتها من مسافة قريبة، أو تأثير الخطأ في برمجة الكمبيوتر ظاهراً في الأشكال المجردة كأنه ذائب في الطلاء السائل أو الشمع. ويمكن أن يجعلنا النظر إليها أحياناً نشعر وكأننا سقطنا في بُعد آخر عن طريق الخطأ. 

فريد رسولوف

فنان آخر يُعرف بتنوعه الفني. يحافظ رسولوف على الرمزية بين الحداثة والتقليدية في شكل النُّصّب الفنية والمنحوتات والتصوير الفوتوغرافي واللوحات. على الرغم من تخرجه من كلية الطب الحكومية في أذربيجان، حوّل مساره المهني خلال عام 2007 ليركز على الفن الذي يحبه.

تتسم أبرز أعمال رسولوف بأسلوبه المعاصر لمنسوجات الحائط، واستطاعت غرفه المفروشة بالسجاد الحصول على مكان في جناح أذربيجان في معرض بينالي البندقية 55 في عام 2013، بالإضافة إلى عروض فردية في فرنسا. ويقوم رسولوف بتصميم السجاد إهداءً لثقافة أذربيجان وتعبيراً عن جذورها.