أذواق وأطباق

17 ديسمبر 2019

ليبتون تطلق "ProjectUnlonely" للتغلّب على الشّعور بالوحدة المتخفّية

عندما تسأل أحدهم "كيف حالك؟"، هل أنت تسعى فعلاً إلى بدء محادثة حقيقية معه، أم أنه مجرد سؤال اعتدت طرحه كمبادرة لطيفة بدون انتظار جواب؟ متى كانت آخر مرة اتصلت فيها بصديق لتعايده بدل أنْ تتمنى له عيدًا سعيدًا له على حائط فيسبوك؟ وكم مرّة خصصت بعض الوقت "للتواصل مع أحد زملائك" في العمل؟

لا يخفى على أحد أننا نعيش اليوم في أكثر العصور اعتمادًا على التكنولوجيا على مرّ الحضارات، ومع ذلك تشير البحوث التي أجرتها شركة ليبتون إلى أن 40% من الناس يشعرون بغياب رابط التواصل مع الآخر ما يؤدي إلى شعورهم بالوحدة.

توصّلت سنوات من البحوث أجريت في شتى أنحاء العالم إلى تعريف الوحدة بأنّها "وباء صحي ينتشر بصورة متزايدة"، وأظهرت أن غياب العلاقات الاجتماعية بين الناس يترك أثرًا عميقًا على الصحة النفسية ومتوسط العمر المتوقع للإنسان. وبالفعل، برز ذلك في معدلات الشعور بالوحدة التي تضاعفت منذ ثمانينيات القرن العشرين، بحيث تبيّن أنّ مجموعات الجيل زد وجيل الألفية هي الأكثر تضررًا من الوحدة المتخفّية أو ما يُعرف بالشعور بالوحدة الذي ينشأ على الرغم من أنهم محاطون بعدد كبير من الناس، أو أن لهم معارف من أصحاب النفوذ والتأثير.

أما ليبتون فقد أجرت دراسة كشفت فيها عن تقييم أكثر عمقًا لأسباب شعور الشباب بالوحدة، على الرغم من أنهم يعيشون في أبرز عصور التكنولوجيا والاتصالات. شارك في هذه الدراسة أشخاص بعمر 18 سنة وما فوق من تسعة بلدان مختلفة وكشفت عن عائقين أساسيين يحولان دون إقامة علاقات حقيقية وإيجابية بين الناس؛ أولهما خوف الناس من الأحكام التي قد تُطلق عليهم في أي موقف اجتماعي، وثانيهما ضيق الوقت الناتج عن تزايد انشغالاتهم بسبب متطلّبات الحياة العصرية. وتبيّن أنّ ثلث هؤلاء الناس محرومون تمامًا من الأصدقاء، فيما يفتقر الخُمس إلى الرفقة.

صحيح أن بناء العلاقات الحقيقية يتطلّب أولاً تجاوز هذين العائقين، إلا أنّ طبيعة التواصل بيننا تزداد سطحية يومًا بعد يوم. وبحسب دراسة ليبتون العالمية، يشعر 42% من الناس أنّ علاقاتهم الاجتماعية سطحية، فيما يشعر 50% من الناس أن الأشخاص يتصرفون معهم بطريقة سطحية للغاية. فعندما يلجأ الناس إلى التحدث عن أنفسهم فحسب، أو يعتمدون المحادثات القصيرة (66%)، أو يركزون في محادثاتهم على الجوانب الإيجابية فحسب في حياة بعضهم بعضاً (63%)، قد يساهم ذلك أيضًا في تشكيل عائق أمام التواصل بطريقة حقيقية مع الآخرين.

في حديث مع الطبيب في علم النفس والخبير في موضوع الوحدة في ليبتون، قال الدكتور جاي ونش: "مع أنّ الوحدة ارتبطت طويلاً بفئة المسنّين، إلّا أنّها تطال الشباب اليوم، لا سيما الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٣٥ سنة. ومع أن معظم الناس يدركون الألم العاطفي الذي يترتب على الوحدة المزمنة، إلا أنهم يجهلون تمامًا قدرتها على إلحاق الضرر بصحتهم النفسية. لذلك، لا بدّ من توفّر خطة تغيير تسمح بتشجيع الناس وتمكينهم لتعزيز روتينهم اليومي عبر البحث عن علاقات قيّمة من أجل محاربة شعور الوحدة المتخفّية، وتحسين الصحة النفسية والبدنية".

هذا ورسّخت دراسة ليبتون التأثيرات الإيجابية التي تتركها العلاقات الحقيقية والإيجابية على الصحة الذهنية، بحسب 77% من المشاركين في الدراسة. وعندما سئلوا عن أفضل الطريق برأيهم لبناء علاقات إيجابية وحقيقية والتغلّب على الشعور بالوحدة، تضمنت إجاباتهم المبادرة للقيام بمشاريع مع أشخاص عزيزين عليهم، والدردشة مع صديق أثناء احتساء كوب من الشاي.

ومنذ عام 1980، أخذت ليبتون على عاتقها مهمة إنشاء العلاقات بين الناس، من خلال مساعدتهم ليعيشوا اللحظة مع بعضهم فيما يستمتعون بكوب لذيذ من الشاي. ولطالما اعتمدت ليبتون العلاقات الحقيقية كمحور أساسي في مسيرتها. لذا تطلق اليوم #مشروع_مكافحة_الوحدة لتسلط من خلاله الضوء على الوحدة المتخفّية التي باتت مسألة عالمية، ولتشجع الناس على إنشاء علاقات حقيقية وإيجابية كل يوم.