تربية الطفل

13 أكتوبر 2023

هل عليكِ أن تكوني صديقة طفلك؟

قد يقول البعض إن تربية الأطفال لا تحتاج كتيب تعليمات، فالأمومة وظيفة مدى الحياة. ومع ذلك، يظل شكل العلاقة بين الأم وطفلها واحدًا من أهم مواضيع التربية المعاصرة.

ومن المعروف أن معظم الأمهات المعاصرات يفضلن إنشاء علاقة صداقة مع أطفالهن، إلا أن لدى الخبراء رأي جديد حول تلك العلاقة.

هل يجب أن تكوني صديقة طفلك؟

تُعرِّف جمعية علم النفس الأميركية الصداقة بأنها "علاقة طوعية بين شخصين، وهي علاقة طويلة الأمد، تحقق احتياجات ومصالح الطرفين".

لكن الأمومة ليست طوعية تمامًا، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع مُثل الصداقة. وبينما يؤكد الخبراء على أهمية العلاقة الدافئة والداعمة مع الأطفال، إلا أن على الآباء والأمهات الحفاظ على سلطتهم على أطفالهم. الصداقة مشروطة أيضًا، أي أن طفلك قد يقرر إنهاءها في أي وقت.

لتلك الأسباب، تبدو الصداقة الخالصة مع الطفل فكرة غير ملائمة، إلا أنه ما زال بإمكانك الحفاظ على جوانب منها مع طفلك.

إليك بعض الأفكار لمساعدتك:



كوني موضع ثقة

قد يتجنب الأطفال اللجوء إلى والديهم للمساعدة، لأنهم يخشون التعرض للرفض أو اللوم. يقول "كينيث جينسبيرغ"، مؤلف كتاب "تهانينا - لقد أصبحت مراهقًا": خلال فترة المراهقة، يمكن أن تتغير الصداقات بسهولة، لأن المراهقين يخافون من عدم التأقلم مع الأصدقاء أو فقدانهم.

لذلك على الآباء والأمهات أن ينتموا إلى فئة مختلفة تمامًا عن الأصدقاء، مع التأكيد على ضرورة الوقوف إلى جانب الطفل أيضًا. هذا لا يعني مسايرتهم في أفكارهم او ارتداء ملابسهم، بل عدم صدهم وتقبلهم كما هم.

أخبار ذات صلة

تجنبي هذه الأخطاء في تربية طفلكِ.. وإليكِ نصائح تُطور شخصيته!

شاركي طفلك القرارات

في الصداقة، يتفق الطرفان سوية على مجموعة من القواعد غير المعلنة. أما الأمومة فتفرض على الأم أخذ بعض القرارات نيابة عن طفلها، خاصة فيما يتعلق بقواعد السلامة.

ومع ذلك، هذا لا يعني عدم الاستماع لآراء طفلك ورغباته، بل يجب "دعم استقلاليته مع التوجيه"، كما تصفها أستاذة علم النفس بجامعة كلارك "ويندي غرولنيك".

وتحذر "ويندي" من الصرامة الزائدة، فوجدت دراساتها أن الأطفال الذين يتلقون الكثير من التعليمات والتوجيهات كانوا أكثر مقاومة لأوامر والديهم. بدلاً من منع الطفل عن ألعاب الفيديو حتى ينجز واجباته المدرسية، تقترح "ويندي" أن تستشير الأم طفلها حول المواعيد التي يفضلها، ومنحه الخيارات وحرية الانتقاء، وذلك بهدف جعله أكثر مسؤولية وقدرة على اتخاذ القرار مع التقدم في العمر.

أخبار ذات صلة

كيف تخططين مسبقًا لمواعيد لعب طفلك مع أصدقائه؟

الكلمة الأخيرة لك

يفشل بعض الآباء والأمهات في وضع حدود لأطفالهم بسبب الخوف على مشاعرهم. لكن لحظات خيبة الأمل قد تكون فرصة للتعلم أيضًا. إذا أُحبط طفلك عند طلبك منه مغادرة الحديقة، فذلك يساعده في فهم تلك المشاعر التي لا مفر منها. تقترح "كاري كول"، مديرة الأبحاث في معهد غوتمان، أن تقولي شيئًا مثل: نعم، من المنطقي أن تشعر بالإحباط لأنه علينا العودة إلى المنزل.

وبحسب "كاري"، تأتي بعدها الخطوة الأهم، وذلك بمساعدة طفلك على ملء وقته بعد العودة إلى المنزل، أو وضع خطة للعودة إلى الحديقة في غضون أيام قليلة.



لا تشاركي الكثير

كوني صريحة مع طفلك بشأن خططك، لكن احذري من مشاركة الكثير معه، فهذا قد يعطي الطفل انطباعًا خاطئًا بأنه يحتاج إلى رعايته كما تشرح "كاري".

اطمئني، لن تحتاجي إلى ذات القدر من السلطة على أطفالك مع تقدمهم في العمر. وعندها يمكنك التوجه نحو الصداقة معهم. حتى ذلك الوقت، كوني حليفة طفلك، لا صديقته.