تربية الطفل

22 ديسمبر 2022

لا تجبري طفلك على معانقة الأقارب والأصدقاء لهذا السبب

من العادات التي تداوم عليها كثير من الأمهات هي دفع أطفالهن في بعض الأوقات لمعانقة الأقارب كالجد، أو الجدة، أو العمة أو الخالة أو حتى بعض الأصدقاء المقربين، وذلك كصورة من صور الحب والود، أو لرغبتها في التقاط صور دافئة تجمع طفلها بالأهل والأصدقاء، ثم توثيقها في ألبوم صور عائلي أو نشرها على مواقع السوشال ميديا.
وبينما تبدو تلك العادة في ظاهرها عادة محمودة، أو غير ضارة بأي حال من الأحوال، لكن خبراء التربية يرون أن ثمة مشكلة في ذلك، وأنه من الضروري التوقف عن تلك العادة.




علقت على ذلك دكتور ليا ليز، الطبيبة المتخصصة في علاج مشاكل الأطفال النفسية، بقولها "يجب السماح للطفل بتطوير استقلاليته جسمانيا. أو بمعنى آخر، يجب أن يكون له مطلق الحرية ليقرر من الذي يلمسه ومتى، حتى وهو ما يزال في تلك السن الصغيرة".
وتابعت دكتور ليا بقولها "سيمنحهم ذلك شعورا بأنهم مسؤولون عن أنفسهم، ويجعلهم يدركون فيما بعد أنهم حين يكبرون ويصيرون مراهقين، سيكونون متحكمين أكثر في أجسامهم وسيشعرون بالثقة للمجاهرة برفضهم أي لمسات جنسية غير مرغوب بها".
 




كما حذرت دكتور سيغي كوهين، الطبيبة النفسية المتخصصة في نمو وتنشئة الأطفال، من خطر إجبار الطفل على معانقة أشخاص آخرين، إذ قالت "إجبار الطفل على ذلك وهو لا يرغب قد يؤدي لشعوره بحالة امتعاض وقد يزيد من قلقه الاجتماعي في بعض الحالات".
وأكملت سيغي بقولها "الشعور بارتياح عند معانقة شخص هو خيار شخصي يرتبط بتركيبة الشخصية الداخلية للطفل، مستوى تواصله الاجتماعي وتفضيلاته الخاصة. وكلها عوامل قد تتغير وتتطور مع مرور الوقت بالاتساق مع نمو الطفل و مضيه قدما في العمر".
ورغم إدراك الخبراء والأطباء أن الأمر قد يبدو صعبا على أفراد العائلة أو حتى الأصدقاء حين يرغبون في معانقة طفلك، بينما هو يقابلهم بالرفض أو عدم الرغبة، إلا أنهم شددوا في الوقت ذاته على أهمية ترك المساحة للطفل كي يختار ويحدد ما الذي يود أن يفعله بنفسه، دون أن تتدخل والدته وتحاول تقديم الأعذار أو الاعتذارات بالنيابة عنه.




ومع هذا، فقد نبه الخبراء أيضا إلى ضرورة مراقبة الأم سلوك الطفل، حتى لا يتحول شعوره بالحرية إلى سلوك سيئ في التعامل مع الآخرين؛ لهذا طالبوا بأنه حتى ولو لم يرغب الطفل في معانقة الضيوف، فيجب توجيهه لكي يُقدِّم لهم يد المساعدة من باب الترحيب، كأن يساعدهم مثلا في حمل معاطفهم أو إخبارهم بمكان تناول الطعام.
وبذلك سيتعلم الطفل أسس التعامل مع الآخرين باحترام وبكرم ضيافة، وسيتعلم بالوقت نفسه أنك تدعمينه حين يتعلق الأمر بوضع حدود بشأن تفاعلاته الجسدية مع المحيطين.
ورغم ذلك، فإن المسألة تتطلب بعض الجهد من جانب الأم لتهيئة طفلها وتجهيزه لذلك؛ إذ يجب عليها التحدث معه قبل مجيء أحد من الأهل أو الأصدقاء إلى المنزل، كي تجيبي على كل استفساراته وتعطيه ما يحتاجه من إيضاحات وتظهري له دعمك أيا كان قراره.