تربية الطفل

20 ديسمبر 2022

لِمَ لا يجب عليك استخدام هاتفكِ كأداة لإسكات طفلك الصغير؟

كثيرة هي المواقف التي لا تجد فيها الأم طريقة تتعامل بها مع بكاء أو فرط حركة طفلها الصغير سوى إعطائه هاتفها المحمول من أجل الانشغال به بغرض إسكاته.
غير أن باحثين بدأوا يحذرون مؤخرا من خطورة القيام بذلك، بعدما توصلوا عبر نتائج جديدة إلى أن تكرار القيام بهذا الأمر قد يؤدي لمشكلات مرتبطة بالتنظيم العاطفي لدى الأطفال.

تأثير ترك المحمول للطفل بغرض إسكاته





الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من جامعة ميتشيغن، ونُشِرَت نتائجها بمجلة JAMA Pediatrics، فحصت ما يزيد على 400 من الآباء والأمهات وأطفالهم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و5 سنوات.
وسعى الباحثون لمعرفة المزيد من المعلومات عما يحدث حين يستخدم الأبوان هواتفهما المحمولة كأدوات لإسكات وتهدئة أطفالهما.
ووجدوا أن هناك علاقة بين استخدام الهواتف بغرض إرضاء الأطفال المزعجين وبين قدرتهم على التنظيم الذاتي.
بمعنى آخر، تبين أنه حين استلام الطفل الهاتف المحمول وقت بكائه أو محاولته خلق حالة من الصخب، فإنه سيواجه بذلك على الأرجح المزيد من المشكلات عند التعامل مع الظروف المزعجة التي قد يصادفها في المستقبل عندما يكبر.
كما وجد الباحثون أن الصبية والأطفال الذين يعانون في الأساس من مشكلات مثل فرط الحركة، والاندفاع، ومهارات التأقلم العاطفي، يكونون الفئة الأكثر عرضة لمواجهة مشكلات أخرى في المستقبل حال كان يداوم ذووهم على إعطائهم الهواتف من أجل إسكاتهم.
وأوصى الباحثون لذلك جميع أطباء الأطفال ومقدمي الرعاية الصحية أن يناقشوا الآباء والأمهات بخصوص منح أطفالهم بدائل أخرى، بخلاف الموبايل، بغرض إسكاتهم.

فرص غير مستغلة لتعليم الطفل طرقا تهدئة نفسه ذاتيا





نوبات الغضب والتقلبات العاطفية من الأمور الشائعة لدى الأطفال من سن 3 ـ 5 أعوام؛ لهذا لا تجد الأم طريقة سريعة أمامها للسيطرة على مثل هذه النوبات التي يدخل فيها الطفل إلا إعطاءه المحمول كي يلهو عليه، وبالتالي يسكت وتقل وتيرة إزعاجه.
لكن المشكلة التي ينبه إليها الباحثون هي أن الأطفال في تلك المرحلة السنية يكونون بحاجة للحصول على فرص للتعامل مع تحدياتهم العاطفية ليتمكنوا من تطوير مهارات التأقلم.
إلى ذلك، قال سكوت روث، المؤسس والمدير الطبي لإحدى عيادات الخدمات النفسية التطبيقية في نيوجيرسي، إن المرور بالمشاعر السلبية كما الإحباط، والغضب، والحزن والتعافي هو درس مفيد للأطفال ويجب أن يتعلموه؛ لأنه يجهزهم للمراحل العمرية التالية التي سيواجهون فيها بعض الإحباطات، وهو ما يساعدهم على بناء المرونة في شخصيتهم".
وبحسب النتائج التي خلص إليها الباحثون في دراستهم، فإن تلك المرحلة السنية المبكرة تعد فترة حساسة بالنسبة للأطفال فيما يتعلق بتطويرهم تلك النوعية من المهارات.
وأكد الباحثون أن التنظيم العاطفي قد يكون أمرا أكثر أهمية من الذكاء بالنسبة للنجاح الدراسي، لكونه يساعد الأطفال على الاحتفاظ بهدوئهم، وتركيزهم ومرونتهم مع مواجهتهم تحديات جديدة.
والحقيقة أنه كلما زادت التجارب التي يواجه بها الأطفال مشاعرهم، زادت قدرتهم على التعامل معها. ولهذا فإن تنظيم أو تقليل مشاعر الضيق التي تنتاب الطفل بطريقة ناجحة هو أمر قد يساعده على بناء الثقة في قدراته الشخصية.
ولهذا فإنه حال تشتت الطفل بدلا من مساعدته على اكتساب مهارات تتيح له التعامل مع المواقف المختلفة التي تشعره بالضيق والإحباط، فإن تلك الفرص التي قد تفيده ستفوت عليه.

طرق إسكات وتهدئة الطفل البديلة


- مساعدة الطفل على معرفة واكتشاف مشاعره.
- تدريب الطفل على فهم وتجاوز مشاعره بطرق من ضمنها التنفس العميق، التخيل الموجه، استرخاء العضلات واليقظة، إذ ثبت أن كلها طرق تفيد بشكل كبير بهذا الخصوص.
- طمأنة الطفل حين تنتابه أيَّ مشاعر سلبية لأنه يكون بحاجة ليعرف أن ذلك أمر طبيعي.
- التحدث مع الطفل والتحقق مما لديه من مشاعر أو أفكار.
- تعليم الطفل مهارات التأقلم مع الظروف من حوله.