تربية الطفل

12 مايو 2022

هل المزاح الذي يصاحب تدريب الطفل على الحمام يعود عليه بالنفع؟

ربما يشغل بال كثير من الأمهات تساؤل مهم بشأن ما إن كانت أجواء الدعابة التي تصاحب تدريب الطفل على استخدام القعادة أو المرحاض مشكلة حقيقية يجب التعامل معها أم لا؟

فرغم أن أجواء الدعابة والميل للمزاح تكون حاضرة لدى أغلب الأطفال عند تدريبهم على استخدام الحمام، لكن بعض الأمهات يتصورن أن هذا السلوك غير صحيح ويجب معالجته.

وإن كنت ممن يستفسرون عن الأمر، ولا تعرفين إجابة واضحة عن هذا السؤال المحير، فيمكنك متابعة السطور التالية للتعرف على تفاصيل أكثر بخصوص هذا الموضوع.

أولاً، ما هي الدعابة التي تصاحب تدريب الطفل على الحمام؟




ردت على ذلك كريستين جيرينج، خبيرة تنمية الأطفال في الولايات المتحدة، بقولها إن معنى تلك الدعابة قد يختلف من أسرة لأخرى، لكنها تشير في العموم لنمط المحادثات غير المألوفة التي يفتحها الأطفال عادة، وهي نوعية المحادثات التي تدور حول أجزاء الجسم الحساسة وما يقابلها من وظائف جسدية. وبمعنى آخر، لو وجدت نفسك تشعرين بخجل حال مزاح طفلك بشأن البراز، البول، القضيب، المهبل، الأثداء، الإسهال وما شابه ذلك من مصطلحات، فلك أن تعلمي أن لديك مشكلة بالفعل مع هذا المزاح.

هل تلك الدعابة سلوك مناسب من الناحية التنموية؟




نعم، هي سلوك مناسب من الناحية التنموية، وقد تكتشفين بتمضيتك بعض الوقت مع أقران طفلك أن هذا النوع من الدعابة شائع جدا بينهم، وبينما تبدأ معهم في مرحلة ما قبل المدرسة، فإنها قد تستمر معهم لفترات زمنية متفاوتة، ولأسباب مختلفة، حسب كل طفل.

وعاودت هنا كريستين لتقول إن انخراط الأطفال في هذه السن الصغيرة بأجواء يغمرها المزاح عند حديثهم عن أجزاء الجسم الحساسة ووظائفها هو أمر طبيعي، خاصة وأنهم لا يزالون في مرحلة الاستكشاف والتعلم، فضلا عن أن مزاح الطفل عن مثل هذه الأشياء يعني بدء إدراكه وفهمه لأشياء لم يكن يعلمها، ومن ضمنها الطريقة التي قد تؤثر بها ألفاظه وتصرفاته على الغير، وهو ما يبدأ في تعلمه مع تقدمه في السن بعض الشيء.

هل يجب على الأبوين تشجيع أطفالهما على تلك الدعابة؟

الحقيقة أنه لا توجد مشكلة بشأن تلك الدعابة، بل سبق أن قال عنها الخبراء إنها مناسبة من الناحية التنموية للأطفال في سن ما قبل المدرسة وسن المرحلة الابتدائية، وأنها ستتلاشى بشكل طبيعي مع مرور الوقت، مع بدء اكتساب الطفل مهارات اجتماعية جديدة. وإلى أن يحدث ذلك، فإن الخبراء يُذكِّرُون الآباء والأمهات بأن انخراط أطفالهم في ذلك المزاح هو علامة دالة على تطورهم من ناحية الفهم، الإدراك والتواصل.

كيف تمنعين طفلك من الانخراط في هذا المزاح طوال الوقت؟




رغم أن الأبوين دائما ما يكونان مطالبين بتقديم كل الدعم لأطفالهما، لاسيما في المراحل الأولى من حياتهم، لكن المشكلة هي أن هذا المزاح قد يكون مزعجا للغاية. ولحسن الحظ أن هناك بعض الطرق التي يمكن للأبوين اتّباعها من أجل الحد من تلك الظاهرة واحتوائها.

فمثلا يمكن للأبوين أن يتجاهلا الكلمات التي يتلفظها الأطفال الصغار بمرحلة ما قبل المدرسة، أما مع الأطفال الأكبر، فلا بأس من التحدث معهم بشكل مباشر عن أن الكلمات التي يتلفظون بها غير مناسبة، وأنها تؤثر على نظرة وطريقة تعامل الغير معهم، ولا بأس أيضا من توجيههم إلى أن هناك مرحلة لابد أن يتوقفوا فيها عن مزاح كهذا.