تربية الطفل

2 مارس 2022

كيف تتصرفين لو لم يكن لطفلك أصدقاء؟

تشعر بعض الأمهات أحيانا بالقلق نتيجة عدم وجود أصدقاء بعدد كاف لأطفالهن الصغار، وما يزيد قلقهن أكثر هو اكتشافهن غياب الأصدقاء المقربين في حياة أطفالهن، وتخوفهن نتيجة لذلك من مخاطر وتأثيرات ذلك على صحة أطفالهن النفسية والاجتماعية.
ولعل الجزئية التي تثير قلق الأمهات هي إدراكهن أننا مخلوقات اجتماعية، وأننا بحاجة لدعم ومساندة بعضنا البعض، حيث يكون لدى الأمهات حرص على تنشئة أطفالهن بطريقة سوية، نفسيا واجتماعيا، لعلمهن بدور علاقات الصداقة المتينة منذ الصغر في تأهيل الطفل للانخراط بشكل سليم في المجتمع وتحسين مهاراته على صعيد التواصل.
والحقيقة التي يجب على أي أم معرفتها بهذا الصدد هي أن عدد الأصدقاء لا يفرق في شيء، بل إن الشيء المهم الذي يصنع الفارق في علاقات الطفل الاجتماعية هو حين يريد الطفل أن يتفاعل اجتماعيا، هل سيجد أصدقاء من حوله لمبادلته ذلك التفاعل؟ وهل سيمكنه فعل ذلك بنجاح دون مشاكل أو دون فقدان الاهتمام أو دون أي تحديات أخرى؟
والمشكلة الأخرى هي أن هناك بعض الأطفال ينشؤون في مجتمعات لا يكون فيها عدد كبير من الأطفال من نفس سنهم؛ ما يزيد من صعوبة الأمور، لكن الباحثين يكررون هنا أن المسألة غير مرتبطة بالعدد بقدر ما هي مرتبطة بمدى توافر الأقران المستعدين للتفاعل.
كما يشدد الباحثون على ضرورة ألا يقارن الأبوان أنفسهما وطفولتهما بطفولة أطفالهما، لاسيما في عصر كورونا، الذي تزداد فيه فكرة التباعد الاجتماعي فيما بين الأطفال وبعضهم البعض، وبشكل عام، هناك 4 نصائح يجب على أي أم قلقة بشأن مستوى اندماج طفلها مع أصدقائه في محيط المدرسة أو السكن أن تتعلمها وتحاول الالتزام بها، وهي:

التواصل مع مدرس الطفل في المدرسة





يُنصَح بذلك للاستفسار منه عن صداقات الطفل، سلوكياته في ساحة المدرسة، تعاونه مع زملائه بالفصل خلال الأنشطة الجماعية ومعرفة مدى تفاعله وتواصله مع المحيطين به.

مساعدة الطفل في التعرف على صديق واحد جيد على الأقل من المدرسة





يمكن للأب و الأم أن يقوما بتلك المهمة، من خلال توجيه الدعوة لأي من أصدقاء الطفل في المدرسة كي يشاركهم خروجة، نزهة، رحلة أو ما شابه للتعرف أكثر على طبيعة شخصيته، ومن ثم تحديد ما إن كان مناسبا لتوطيد علاقته بطفلهما لاحقا أم لا.
النظر فيما إن كانت الدعوة تُوَجَّه للطفل كي يحضر أنشطة وحفلات في المدرسة أم لا،
يُعد ذلك مؤشرا هاما لمعرفة مدى تجاوب الطفل واندماجه مع الأجواء المحيطة به في المدرسة، وهو جانب من الجوانب المهمة، التي تكشف للأبوين الكثير عن أطفالهما.

الإنصات للطفل ومراقبته



هذا الأمر غاية في الأهمية، وينصح الباحثون لذلك بضرورة أن يراقب الأبوان أطفالهما وأن ينصتا لهم في شكواهم أو في حزنهم، كي يتقربا منهم أكثر وأكثر، ويفهماهم ويفهما مشاكلهم بشكل أفضل، وبالتالي يساعدانهم على تكوين علاقات صداقة أكثر صحية، بعيدا عن مشاكل الانعزال، الانطواء والوحدة، التي قد تصيب البعض منهم أحيانا.