تربية الطفل

7 ديسمبر 2021

توقفي عن مطالبة أطفالك بمعانقة الأقارب والمعارف.. وهنا السبب

كثيرة هي المواقف الاجتماعية التي تحث فيها الأم أطفالها على معانقة الأقارب والمعارف من باب التعبير عن الحب ومشاعر الود الصادقة، ولا شك أن أغلب الأمهات يقمن بذلك بشكل تلقائي لرغبتهن في توطيد علاقة أطفالهن أكثر بالمحيطين أو لرغبتهن في تصوير تلك اللحظات الحميمة ونشرها على السوشال ميديا.

لكن خبراء بدؤوا يطالبون بضرورة أن تتوقف الأمهات عن ممارسة تلك العادة، التي ورغم أنها قد لا تبدو مؤذية بالنسبة لهم، لكن بات يُنصَح بالتوقف عنها بشكل تام.

وعلّقت على ذلك دكتور لي ليس، الأخصائية في طب نفس الأطفال، بقولها: "يجب السماح للأطفال بأن يطوروا استقلالية لأجسامهم. أو بمعنى آخر، يجب السماح للأطفال بأن يقرروا من يلمسهم ومتى، حتى وهم في سن صغيرة؛ إذ إن ذلك سوف يمنحهم شعورا بأنهم في موضع مسؤولية وسيجعلهم يدركون في وقت لاحق وهم في سن المراهقة بأنهم سيكونون أكثر سيطرة على أجسامهم وسيكونون أكثر شعورا بالثقة لرفض اللمسات الجنسية التي قد يتعرضون لها على غير رضاههم".




وقالت أيضا دكتور سيغي كوهين، الطبيبة النفسانية المتخصصة في تنمية الطفل، إن ذلك ليس كل شيء، فإجبار الطفل على معانقة شخص ما وهو لا يرغب في ذلك أمر قد يشعره بالامتعاض وقد يؤجج لديه شعور القلق الاجتماعي في بعض الحالات.

وتابعت سيغي حديثها هنا بالقول "الشعور براحة عند معانقة شخص ما هو اختيار شخصي يرتبط بشخصية طفلك الفطرية، مستوى تواصله الاجتماعي وتفضيله الشخصي، وهي كل العوامل التي تتطور وتتغير مع مرور الوقت في أثناء نمو الطفل".

وبخصوص ردة الفعل الصديق أو القريب حال التزم الطفل مكانه ولم يقم بالمعانقة، كما هي عادته، فإنه ورغم أننا لا نود أن نؤذي مشاعر هذا الصديق أو القريب، لكن من المهم حقا للطفل منحه فرصة اختيار ما يفعله هنا، وبدلا من ذلك، يجب تعويده على القيام بتحية بديلة، أو إخباره بأن يكتفي بقول كلمة "مرحبا"، شرط التشديد على الطفل ضرورة التزام آداب التعامل والتحية مع الغير، فليس معنى التوقف عن معانقة الغير أن تكون هناك مساحة لعدم احترامهم أو التعامل معهم بطريقة غير لائقة.




وأوصت في هذا السياق أخصائية الطب النفسي السريري، دكتور كيت نونر، بأن هناك طريقة أخرى ذكية يمكن تعويد الطفل عليها في مواقف كهذا، فبدلا من إجباره على معانقة الضيف، يمكن تعويده على مساعدة الضيف في تعليق معطفه أو متعلقاته على سبيل المثال أو توجيهه لمكان وضع الطعام أو غير ذلك من الأمور المماثلة.

وبذلك، سيتعلم الطفل مهارات جيدة في فن احترام الغير وكرم الضيافة وسيعرف مدى احترام ودعم والدته له حين يتعلق الأمر بوضع حدود للتفاعلات الجسدية مع الغير.