تربية الطفل

5 نوفمبر 2020

أبناؤكِ يتحدثون بإيماءات لا تعرفينها.. لا تدعي الفجوة بينكم تتسع

شِئتِ أم أبيت فإنك كلما تقدمت بك السن ستضطرين إلى أن ترجعي لأبنائك ليشرحوا لكِ ما يستعصي عليك فهمه من الإشارات والإيماءات الجديدة التي أصبحت جزءا من اللغة اليومية، بسبب التكنولوجيا الحديثة.

وبالنسبة للأمهات اللواتي تجاوز عمرهن 35-40 سنة فإنهن يعرفن تماما حجم الفجوة بينهن وبين أبنائهن في موضوع اللغة المصاحبة، أو الإيماءات التقنية الجديدة التي انتشرت بين جيل الشباب بسبب تمرسهم بالإنترنت والسوشيال ميديا، وما حملته معها من أدوات تخاطب وتفاهم لا يعرفها الجيل السابق.

مجلة سايكولوجي توداي( علم النفس اليوم) الأمريكية اعتبرت هذا الموضوع حيويا جدا لكل الأمهات لناحية أن يواكبن ما يعيشه جيل الأبناء وهو يجد نفسه يتحدث بالإيماءات، لغة جديدة تماما ومتغيرة

تقول الدراسة السيكولوجية إن الإيماءات والإشارات باليد أقدم من اللغة المنطوقة، وحتى في عصر اللغة المنطوقة ظلت بعض تلك الإيماءات تكمل وتعزز كلماتنا، ونحن نفعل ذلك طوال الوقت؛ فنحن نرفع الإبهام عاليا ونضم بقية الأصابع كعلامة استحسان. وإذا ما كنا في مطعم مزدحم، نستخدم الكتابة في الهواء كإشارة ليفهم النادل أننا نريد الحساب، ونستخدم الإشارة لنقول لشخص ما من بعيد أنه يجب أن يتصل بنا.

كل التغييرات جاءت مع الجيل زد (Z)

والجيل زد Z هو الجيل الذي ولد مع نهاية الألفية الماضية، وربما لا يعرف أن بعض الإيماءات المستخدمة كإيموجي، مثل "الإبهام لأعلى" و"الأصابع المتقاطعة"، هي إيماءات قديمة جدا تعود لأكثر من ألفي عام.

في هذا العصر، تغيرت بعض إيماءات اليد التي كانت الأكثر شهرة لدينا، مثل إشارات اليد الشائعة كالكتابة في الهواء للحصول على الفاتورة في المطعم، أو النقر على المعصم للسؤال عن الوقت، فأنظمة الدفع الإلكترونية ألغت الحاجة إلى دفاتر الشيكات، ويستخدم العديد من الشباب هواتفهم المحمولة لمعرفة الوقت بدلا من ساعة اليد. يبدو أنه مع تغير التكنولوجيا، بدأت بعض الإيماءات الأكثر شهرة في العالم تفقد قيمتها وأهميتها في التواصل.

اتصل بي

واحدة من أكثر الإيماءات المعروفة على نطاق واسع في العالم تلك التي تشير إلى "اتصل بي هاتفيا"- اليد على الأذن، وفرد الإصبع الصغير والإبهام- لكن بالنسبة إلى الشباب اليوم، الذين لم يتفاعل الكثير منهم أبدا مع الهاتف الثابت القديم الطراز، فإن هذه الإيماءة لم تعد منطقية.

كل شيء يتغير في عالم متغير

ستصبح إيماءة الكتابة في الهواء التي يستخدمها رواد المطعم لطلب الفاتورة شيئا من الماضي. صناديق الهاتف العمومي في الشوارع على وشك الاختفاء، فقد أصبح الجميع تقريبا يستخدمون الهواتف الذكية. وحتى الطريقة التقليدية للإشارة إلى فيلم في لعبة الحزورات، من خلال تحريك اليد دائريا ستصبح قديمة الطراز وستواجه المصير نفسه.

كما ستختفي الحركة الدائرية المستخدمة للإشارة إلى فتح نافذة السيارة، فالجيل الجديد لم يعرف السيارات التي بدون أنظمة فتح النوافذ أوتوماتيكيا. ومن المرجح أن يستخدم هذا الجيل إيماءة "الضغط بالسبابة لأسفل". ولأن كل هذه التكنولوجيا لم تعد مستخدمة، فإن الإيماءات المرتبطة بها سوف تسقط.

التجربة الحية



تتطور الإيماءات الرمزية وتتغير وتموت. بالنسبة لشخص يبلغ من العمر 18 عاما الآن، لا يزال الهاتف الأرضي ضمن تجربته الحياتية. لكن مع تغير التكنولوجيا، فإن الابتكارات الجديدة ستؤثر على ما تبقى من إيماءات اليد الأكثر شيوعا. الأشياء تسير مثل نهر متدفق لا يستطيع أحد أن يقف في طريقها. ومثل لغتنا ستتغير إيماءاتنا لتصبح انعكاسا لعلامات عصرنا. وكما قال أحدهم: حين يقل عدد من يفهمون إيماءاتك القديمة ستعرفين أنك تتقدمين في العمر.