تربية الطفل

5 يونيو 2020

التحذيرات المتكررة للطفل من لمس الأدوات الخطيرة.. هل تحميه؟

نتيجة عكسية تتولد عند الطفل جراء التحذيرات الكثيرة، أو غير المتوازنة، كما يصفها اختصاصيو تربية الطفل، والتي تُلقى على مسامعه للابتعاد عن الأشياء الخطيرة التي قد تضرّه، كالنار أو الكهرباء أو الأدوات الحادة وغيرها الكثير.

ولأنه عادة ما يكون عند الأطفال فضول لمعرفة كل ما هو حولهم، يُفترض أن تكون الأشياء المؤذية بعيداً عن متناول يديْه، لا سيما وإن فكر بالتوجه للإقبال عليها، يصعب الوصول إليها.

ويرى الاختصاصيون أن الصراخ والترهيب لا يحلّ المشكلة وإنما يزيدها تعقيداً وتأثيراً على شخصيته الحالية والمستقبلية، فتبدو مع الوقت غير سويّة أو ضعيفة انطوائية تخشى كل شيء.

الحذر من توبيخه



عن هذا الموضوع، تقول الدكتورة السيكولوجية (أودونيلو) إنه من المهم عدم ضرب الطفل إن حاول الاقتراب من أي شيء قد يضرّه، وذلك لصعوبة الربط بين السلوك الذي قام به وعقابه البدني أو توبيخه، بل أكثر ما سيشعر به هو الألم المعنوي أو المادي دون معرفة السبب.

ومن جهة أخرى، ترى أودونيلو أن الأجدى والأنفع هو الشرح الموسع للطفل عن الأشياء التي تشكل خطراً عليه قبل القيام بمعاقبته، لأنه بطبيعته يعمل على تقليد من هم أكبر منه، فإن قامت أخته مثلاً بالضغط على مفتاح الكهرباء، فهو يعمل على تقليدها دون إدراك خطورة الأمر عليه.

لذلك، بدلاً من توبيخه لاقترابه من مفتاح الكهرباء، يُفترض على أبويْه تقديم الشرح الوافي لخطورة هذا السلوك.

التخفيف من التحذيرات

من الضروري، كما يقول الدكتور (سيرز) من موقع الأسرة الإلكتروني الموازنة بحجم وكمية التحذيرات، بحيث لا يشعر الطفل أنه مقيد ولا يستطيع التحرك أو القيام بأي سلوك، والأجدى مساعدته على ربط سلوكه بالتحذير في وقت مبكر من العمر ليس من باب منعه بل من أجل حمايته والحفاظ على حياته.

ولتحذيره من لمس ما يؤذيه بطريقة أخرى، يمكن للأم مثلاً النزول لمستوى إدراكه العقلي، من خلال تمثيل مشهد لمس النار أو مفتاح الكهرباء، ثم سحب يديها بسرعة وإظهار تألُّمها أو بكائها، مع الاكتفاء بقول كلمة "لا" دون الصراخ عليه أو سحبه بسرعة. أما إن حاول تكرار محاولاته، فإنه سيتذكر التحذير السابق له، وسيتجنب لمسها مرة أخرى.

أما المتخصصة في سلوكيات الأطفال (ريبلنغ) من موقع الوالدين، فتركز على أهمية أن يكون الآباء منطقيين عند الاستجابة لسلوك طفلهم، بحيث لا يبالغون في ردة فعلهم نحو سلوكيات طفلهم، فأسلوبهم وحده كفيل لتقبُّل وفهم خطورة ما يلمسه، إن لم يكن أسلوب تحذيره لأول مرة منطقياً وسلساً وهادئاً.

وبغير ذلك، حسبما يرى الاختصاصيون التربويون، قد تتشكل عنده فوبيا الخوف من أبسط الأشياء، وهذا ما قد يحوّله مع الوقت إلى طفل عدواني يكره الاقتراب من أي شيء قاموا بتحذيره منه، وقد يكسره كردة فعل طبيعية لكونه لا يدرك جيداً حقيقة وخطورة أفعاله.