تربية الطفل

1 أبريل 2020

ما سر الصراع الدائم بين الأم وابنتها؟

ترى بعض الدراسات أن العلاقة بين الأمهات وبناتهنّ مُعقدة ومتنوعة أحيانا؛ فهناك علاقات هي في أفضل حال، فيما أمهات أخريات يتجنبنَ الحديث مع بناتهنّ لوقت طويل، وإذا احتدم الأمر فيكون الصراع والعراك والإهانة سيدة الموقف بين الطرفيْن.

ووفق الدراسات أيضا، هناك مجموعة من أنماط العلاقات غير الصحية بين الأم وابنتها، النمط الأول بحسب ما اتفقت عليه الكاتبتان مارجريتا وأنجيلا، هو الإفراط في سيطرة الأم على علاقتها بابنتها، واستمرارها بالضغط عليها حتى يسهل التحكم في مجمل حياتها، وثنيها عن القيام بأية أمور خارج تفكير الأم، في حين أن الابنة تلتزم لاعتقادها أنها ليست جيدة بما فيه الكفاية للقيام بأشياء من تلقاء نفسها.

ومثل هذا السلوك يمكن أن يؤثر على أداء الابنة في المدرسة أو العمل، ويمنعها من الوصول إلى أهداف أعلى، وغالبا ما تتبع هذه الابنة الأسلوب نفسه مع ابنتها حينما تكبر وتكوّن أسرتها الخاصة؛ ما ينعكس سلبا على سلوك الابنة أيضا فيما بعد، لذلك، يبقى من غير الصحي انتقاد الأم لكل ما تقوله أو تفعله الابنة في كل تصرفاتها وسلوكياتها.

النمط الثاني



وكنمط آخر، هناك الأم التي تضغط دائما على ابنتها لتقوم بأعمالها بصورة أفضل وكي لا تفشل فيما يُلقى على عاتقها، وإلا فإن والدتها ستعطي هذا الفشل أكبر من حجمه.

وقد تبين كما تقول الكاتبتان إن الأم الناقدة باستمرار قد تصعّب على الابنة حبّ ذاتها بشكل صحيح، ودائما يتملكها الشعور بأنها ليست بخير بما فيه الكفاية، وإن العراك طوال الوقت، ولسوء الحظ، يمكن أن يتسبب بإلحاق ضرر كبير بالابنة، وهو ما ينعكس على حبها لأمها بحيث تراها وتعتبرها بأنها "عدو" لها.

النمط الثالث

إن السخرية من الابنة والإهمال المتعمَّد والمتكرر هما من أكثر الأنماط المؤذية في علاقة الأم بابنتها؛ إذ يجعلان الأخيرة تشعر كما لو كانت غير موجودة، كما يمكن أن يؤدي شكل العلاقة هذا إلى تدني احترام ذاتها من جهة، أو استمرارها في البحث عمن يمنحها اهتماما لم تلقه من والدتها.

ولم تغفل الكاتبتان التطرق إلى الأم التي تتطفل وتتجسس على خصوصيات ابنتها، بدافع الاهتمام بها، وليس من باب الإساءة إليها، وبداعي الحفاظ عليها من وقوعها في أخطاء قد يصعب معالجتها.

النمط الرابع



إن من أصعب العلاقات بين الأم وابنتها هي الأم المتحولة، التي لا يمكن لأحد الحكم عليها ما إذا كانت أمّا طيبة أم سيئة؛ إذ يعتمد كله على الموقف الذي تبدو عليه وقت حدوث صراعات بينهما.

النمط الخامس

ومن ناحية أخرى، فإن الأم التي تكون علاقتها جيدة مع ابنتها سترى فيها امتدادا لنفسها، وبالتالي فهي تستخدم تكتيكات معينة وبشكل إيجابي معها؛ ما يسمح لها بالشعور بالرضا عن نفسها، فيما تزداد العلاقة بينهما حينما تصبح البنت وفي سن مُبكرة مساعِدة لأمها في كل شيء، وتستطيع الاتكاء عليها وقتما تشاء.

ويظهر هذا النمط عندما يكون للأم أطفال صغار للغاية، حتى وإن تم استهلاك طفولة الابنة الكبرى في تلبية احتياجات المنزل الزائدة، وحتى إن شعرت هذه الابنة أنها مُستغلة مقابل اهتمام أمها يذهب للجميع إلا هي، إلا أنها تبقى راضية عن علاقتها بأمها، جراء التعامل الجيد بينهما، بحسب الكاتبتيْن مارجريتا وأنجيلا.

وتؤكدان أن تواصل الأم مع ابنتها بشكل إيجابي إلى جانب إيجاد الوقت للجلوس والتواصل معها، ووضع قواعد أساسية للتعامل فيما بينهما، وإعداد نقاط للحديث والتعرف على مشاعرهما الحقيقية هو أمر جيد ومسألة تكاد تكون مُرضية للطرفيْن.

وما خلصت إليه الكاتبتان، هو ضرورة أن يكون هناك نسق معين في التعامل ما بين الأم وابنتها لبناء علاقة جيدة بينهما، وأن أي نوع من الضغوطات سيسبب نوعا من الحالة النفسية للابنة ويجعلها تطبق هذه السلوكيات على أقرانها أو على أطفالها فيما بعد؛ ما يجعل العلاقات الأسرية معقدة ولا يمكن فهمها وحلها.