تربية الطفل

29 يناير 2020

طفلكِ يطلب النقود من الغرباء ويحرجكِ.. ما الحل؟

دوافع كثيرة ومواقف محرجة يتعرض لها الأهل عندما يطلب طفلهم النقود من أقاربه بمناسبة وغير مناسبة، وهو ما يُشعرهم بالحرج الشديد أيضًا، ولا يعرفون ما هو التصرف الأنسب، فهل يعطونه النقود بداعي صغر سنّه وعدم إدراكه ما يفعل، أم انتظار ردة فعل أهله، من حيث تقبُّل الموقف أو رفضه على الإطلاق.

لماذا يُقدِم الطفل على هذا التصرف؟



من وجهة نظر اختصاصية تربية الطفل هديل الجعبري، فإن طلب الطفل للنقود من الغرباء دون خوف من أسرته، مردّه إلى عدم الحصول على ما يريد في بعض الأحيان، أو ربما لا يُعيره أفراد أسرته أي اهتمام أثناء طلب النقود لشراء حلويات أو ألعاب، لأن مصروفه اليومي الذي حصل عليه أنفقه، واحتاج لغيره. لذلك يمد يده لطلب مصروفٍ آخر، وهو لا يدرك حجم الإحراج الذي يسببه للطرفين.

أما السبب الثاني هو شعور الطفل بأحقية الحصول على ما يريد من أي أحد، ولا عيب في إعطائه النقود من أقاربه ليشتري ما يريد.

ولأن الطفل مقلّد لما يقوم به أفراد أسرته، قد يعتقد وهو يسمع أحدهم يطلب المال والمساعدة من الآخرين كنوع من الديْن، أنّ طلب المال أمر طبيعي ومسموح. أو من جهة أخرى، عندما يطلب من أمه نقودًا، فترفض وتجبره على التوجه لأبيه، فيفعل ما تأمره به أمه.

وبحكم أنّ مداركه ليست مكتملة، يعتقد أن طلب النقود لا يتوقف على الأب فقط، وإنما يمكنه فعل ذلك مع أي أحد، ولعدم تمييزه درجة القرابة مع الناس، يرى كل من يتودد له ويعامله معاملة جيدة يمكنه طلب النقود منه بسهولة، حسبما ترى الجعبري.

الخطأ الحقيقي، وفق الاختصاصية، يكمن بعدم تعليم الطفل منذ البداية أن مدّ اليد لطلب النقود من الآخرين هو تصرف غير جائز ومرفوض، ويُسيء له ولأسرته.

الحل؟



الحل يبدأ بتعريف الأم طفلها وتعليمه منذ صغره بأقاربه ودرجة صلته بهم، وأنه لا يجوز طلب النقود إلا من أبويه وإخوانه فقط، وتعويده على عدم تحقيق كل طلباته وأوامره إلا إذا كانت إمكانية أسرته الاقتصادية تسمح بذلك، بحسب الأخصائية الجعبري.

وفي الأعياد تحديدًا، يمكنه قبول النقود، لأنها تسمى "عيدية" يحصل عليها كثيرون، وليست عيبًا بحقه ولا بحق عائلته، مقابل تقديم الشكر والعرفان لهم. أما أثناء الزيارات العائلية، فعليه الحذر من طلب أي شيء، وأهمها طلب النقود.

وتنوه الجعبري إلى ضرورة تخصيص مصروف للطفل، لينفقه خلال اليوم كيفما يشاء.

أما إن كانت قيمة طلباته تفوق مصروفه، فلتُعلمه بصعوبة شراء ما يريد إلا إذا توفرت النقود، شريطة الحصول على المزيد كمكافأة على التزامه بقواعد وأخلاقيات المنزل، وترتيب غرفته والمواظبة على دراسته والمحافظة على أدواته الخاصة.

وانتهت الجعبري إلى تذكير الأهل بأنهم النموذج الذي يمتص منه الطفل كل شيء، فهو مرآة لهم ويمثلهم في كل مواقفه، فما يفعلونه يطبقه ويقلده تماماً؛ لكونه يدرك فقط الأشياء التي يراها أمامه. لذلك، فإن ما يعتقدونه مزاحاً قد يتحول لسلوك ثم يصبح عادة مستمرة لديه، وهذا ما يتطلب منهم مساعدته للتمييز ما بين المزح والجد، وأن لا يكون بالنسبة لهم مجرد طفل لا يدرك الأشياء حوله، لذلك عليهم أن لا يمازحوه بطلب النقود من الآخرين مهما كانت صلته بهم.