تربية الطفل

16 أكتوبر 2017

ما هي الأسباب الحقيقية لأخطاء أبنائكِ المراهقين؟

كثيرا ما نسمع عن سلوكيات شاذة يقوم بها شباب ومراهقون، مثل تعاطي المخدرات أو الاعتداء على الآخرين أو الانتحار أو غير ذلك من التصرفات التي تعد غريبة بالنسبة لشباب في مقتبل العمر.

لماذا إذاً يقوم المراهق بهذه التصرفات التي قد تدمر مستقبله تماما؟ ليس بالضرورة أن من يقعون في أخطاء قاتلة هم مراهقون أغبياء، فالعديد منهم يتمتعون بمعدل ذكاء عالٍ وكانوا يعدون بمستقبل مشرق قبل قيامهم بما يوقع بهم الضرر ويضعهم تحت طائلة القانون وربما السجن لسنوات طويلة؟ وكل الدراسات تشير إلى أن العديد من المراهقين الذين وقعوا في المشاكل كانوا طلابا متفوقين أكاديميا.



عدم تطور الدماغ

من وجهة نظر الدراسات العصبية الحيوية، هناك تفسير جزئي لذلك، فالدماغ لا يتطور بشكل كامل حتى منتصف العشرينيات، كما أن الصلات مع الفص الجبهي لم تكتمل بعد وهذه الصلات مسؤولة عن تقدير المخاطرة، أي الحكم على نتائج الأمور والتعاطف والتحكم بالتصرفات. كما تظهر الأبحاث البشرية أن العقاقير والإفراط في تناول الكحول لها تأثيرات أكبر على الدماغ في مرحلة المراهقة والشباب المبكر من تأثيرها على الأكبر سنا. كما أن الجمع بين المخدرات والكحول يؤدي إلى نتائج يمكن أن تكون كارثية وقاتلة في بعض الأحيان.

التربية والبيئة

وإذا كان جزء من السلوك في هذه الفئة العمرية سببه عدم تطور وظيفة الدماغ إلا أن هناك جانبا آخر هو التربية والبيئة، وبما أن بيولوجيا نمو الدماغ لم ولن تتغير، يجب عليك النظر فيما إذا كانت البيئة يمكن أن تؤجج هذه الزيادة الواضحة في السلوك المحفوف بالمخاطر. إن شبكة الإنترنت أحدثت ثورة في حياتنا، والمراهقون والشباب يتعلمون بمعدل أسرع من البالغين، وهذا التعلم يجعل المراهقين أكثر عرضة للمخاطر.

العديد من المواقع التي تروي قصصا عن الحفلات، والسلوكات المتهورة والجنس والمخدرات، وتقوم بمدح هذا السلوك باعتباره بطوليا، تلعب دورا هاما في انحراف المراهقين، والمشكلة هي أنه يمكن لمراهقين ما زالوا على مقاعد الدراسة الدخول إليها بسهولة.



مواجهة التحدي

بالمقارنة مع الأجيال السابقة من المراهقين المحميين نسبيا، يتعرض هذا الجيل لمستوى غير مسبوق من المعلومات، والتحفيز، والسيطرة الخارجية على عقله، وإذا ما أضفنا إلى كل هذا الاندفاع والقدرة العقلية غير المتطورة للحكم على الأمور سنحصل على ما يسمى بالعاصفة المثالية.

تواجه العائلات والمدارس والجامعات تحديا كبيرا. ومواقع التواصل عامل رئيس يجب ألا تستهيني به وأن تراقبي جيدا ما يطّلع عليه أولادك، وبدلا من مجرد الشكوى من سلوك الأولاد أنت بحاجة إلى حوار صادق مع الأبناء ومراقبتهم عن بعد والتنبه لأي سلوك تشعرين بأنه يؤثر على عقولهم والتعامل معه بجدية قبل فوات الأوان.