الحمل والولادة

25 يوليو 2022

سؤال صعب.. هل تستطيعين اتخاذ قرار شخصي بعدم الإنجاب؟

هل تحتمل المرأة أن تتخذ قرارا شخصيا بعدم الإنجاب؟ هذا السؤال طرحته دراسة سيكولوجية لموقع "سيكو سنترال" لتكشف في النهاية أن الأمر بهذا الخصوص ليس سهلا، وتبعاته يصعب حصرها؛ لأن الأمر يختلف من امرأة لأخرى.
تقول الدراسة إن قرار عدم الانجاب، بالنسبة للمرأة هو في الأساس إرادة شخصية وقرار مستقل، لكنه أصعب مما يعتقد الكثيرون؛ فهو قرار يرتبط بالظروف الاجتماعية والثقافية، بقدر ما يتصل بوظيفة أو هوية الأمومة، وبنظرة المرأة لنفسها ولقيمتها الاجتماعية.
الدراسة لم تنتهِ إلى قرار أو ترجيح يؤيد أو يعارض قرار امرأة ما أن لا تنجب. لكن المضامين السيكولوجية للنقاش تستحق السرد؛ لأنها تكشف عن أشياء ربما تغيب عن الكثيرين في حياتنا اليومية.
تاميكا سيمبسون، أخصائية علم النفس السريري وخبيرة الصحة النفسية، تقول إن "قرار عدم إنجاب طفل هو قرار شخصي ينسى المجتمع أحيانا أن للناس الحق في اتخاذه".
وتضيف سيمبسون: لكن بصفتك امرأة، تشعرين غالبا أنه يجب عليك إنجاب أطفال، وأنت تعرفين أن الإنجاب والتربية مسؤولية كبيرة ربما تفوق طاقتك الشخصية وتصوراتك لرفاهية الحياة المفترضة.
ولذلك؛ يترتب على القرار بالإنجاب أو عدمه تبعات ومسؤوليات وهموم ترافقك مدى الحياة، وقد لا تعرفين في النهاية إن كان قراركِ بشأنها جاء صائبا أو خاطئا.
الدكتورة كانيكا هاريس، تعمل مديرة لصحة الأم والطفل كان لها رأي آخر يقول: الإنجاب قد يشكل أيضا خيار حياة أو موت لبعض النساء. وبعضهن يحجمن عن اتخاذه وهن يعتقدن أن الحياة بدون أطفال هي الخيار الأسلم. هذا يعتمد على الظروف والبيئة؛ حيث إن كل شخص يختلف عن الآخر وبالتالي قد يواجه هذه التحديات بشكل مختلف.
عدم الإنجاب والأنانية




تقول براندي بورش، المستشارة المهنية المرخصة في فريسكو، تكساس إنه في مجتمع غالبا ما ترتبط فيه الأمومة بقيمة المرأة، فإن اختيار عدم إنجاب الأطفال يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على احترامها لذاتها. فعندما تختار النساء عدم إنجاب الأطفال، يُنظر إليهن على أنهن أنانيات أو عواقر أو عاجزات عن الرعاية، وهي وصمات عار غير عادلة للغاية، وتؤدي إلى الحديث السلبي عن الذات.
وتضيف براندي أن الاكتئاب ومشاعر عدم الكفاءة يمكن أن تظهر في أفكار المرأة التي تختار عدم الإنجاب؛ ولذلك عليها إن أحسّت بذلك إعادة تنشيط وتكييف دورها كأم.
وتتوقف الدراسة بالتفصيل عند احتمال أن تتعرض النساء اللواتي يرفضن الأمومة للإحساس بالعار والشعور بالذنب من قبل أفراد الأسرة والمجتمع لاتخاذها هذا الخيار.
تقول الدكتورة هاريس، إن هذه المواقف غالبا ما تجعل النساء يشعرن أنهن بحاجة إلى الدفاع عن قراراتهن أو تبريرها للآخرين. ونتيجة لذلك؛ يعشن تحت ضغط القلق الدائم والشك الذاتي، وهي ضغوط إضافية لمشاكل وتحديات الصحة العقلية الأخرى.
وتنقل الدراسة نتائج أبحاثا أجريت، العام 2021، في ميشيغان بالولايات المتحدة، وأظهرت أن من لا يرغبن في الأمومة يجري تصنيفهن كمجموعة" مختلفة أو شاذة" لا تتماشى مع معايير المجموعة الاجتماعية، وهو تصنيف اعتباري يحتاج من أي امرأة إلى بُنية نفسية صلبة لا تمتلكها أو تقدر عليها كل النساء.