الحمل والولادة

9 مارس 2022

هل تسبب وسائل منع الحمل الاكتئاب؟

سواء كنتِ قد بدأتِ للتو في اتّباع أي من وسائل منع الحمل، أو تتناولين حبوب منع الحمل منذ بعض الوقت، قد تكون لديك بعض الأسئلة عن مدى تأثير تلك الوسائل على حالتك المزاجية.
ولهذا نستعرض معك في سياق السطور التالية آراء الخبراء والباحثين في ذلك الموضوع، وسنستكشف المزيد من المعلومات التي تبين مدى العلاقة بين تلك الوسائل وخطر الاكتئاب.

ما مدى شيوع الاكتئاب بين مستخدمات وسائل منع الحمل؟





تُعَرِّف الجمعية النفسية الأمريكية "الاكتئاب" بأنه مرض طبي خطير يؤثر سلبا على الحياة؛ إذ يسبب مشاعر حزن و/أو فقدان شغف في أنشطة كان يستمتع بها الإنسان من قبل.
كما أنه قد يؤدي لمجموعة من المشكلات الجسمانية والنفسية، وقد يحد من القدرة على القيام بالمهام في العمل أو المنزل، وتشمل أعراضه: الحزن، المزاج الاكتئابي، تغير الشهية، بطء الكلام أو الحركة، صعوبة التركيز، عدم حسم الأمور، مواجهة مشاكل عند النوم أو النوم كثيرا وأخيرا الأفكار الانتحارية، وهو ما يحتم عليك الحذر والانتباه.
وعن مدى شيوع حالات الاكتئاب بين النساء اللواتي يداومن على استخدام وسائل منع الحمل، أظهرت واحدة من أبرز الدراسات التي أجريت حول وسائل منع الحمل، ونُشِرَت نتائجها عام 2006، أنه وعلى مدار عام، تبين أن 2.2 % من النساء اللواتي كن يستخدمن وسائل منع حمل هرمونية، وُصِفَت لهن مضادات أكسدة، مقارنة بـ 1.7 % من النساء اللواتي لم يستخدمن وسائل منع حمل هرمونية.
كما تبين في الدراسة ذاتها أن أشكال منع الحمل غير الفموية تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب بمقدار 3 أضعاف مقارنة بالحبوب، كما ثبت أن اللولب الهرموني يزيد خطر الإصابة بالاكتئاب بمقدار 1.4 مرة مقارنة بالحالات التي لا تتبع فيها النساء أيا من وسائل منع الحمل الهرمونية.

ما العلاقة بين وسائل منع الحمل والاكتئاب؟





على الرغم من الإحصائيات السابقة التي أشرنا إليها بالأعلى، إلا أن مصدرها دراسة مشتركة، بمعنى أنها لا يمكن أن تحسم حقيقة أن وسائل منع الحمل تٌسَبِّب الاكتئاب، بل إنها تبين فقط أن ثمة علاقة بين الأمرين.
وأكد باحثون بهذا الخصوص أنهم مازالوا يرون وجود حالات اكتئاب بين كثير من النساء، لكنه لا يزال من غير الواضح ما إن كان ذلك ناتجا عن وسائل منع الحمل أم لا، خاصة وأن هناك تضاربا كبيرا في الأبحاث حول هذا الأمر.

هل هناك أشكال معينة من وسائل منع الحمل تزيد من القلق أو الاكتئاب؟


لم يتمكن الباحثون حتى الآن من حسم ذلك الموضوع أيضا؛ فنتائج الدراسات التي حاولت تحليل العلاقة بين اللولب الهرموني على سبيل المثال وخطر الاكتئاب جاءت متباينة ومتفاوتة. ولهذا نصح الباحثون بهذا الخصوص بضرورة أن تعود المرأة للطبيب حال شعورها بأن وسيلة منع الحمل التي تتبعها تسهم أو تسبب شعورها بالاكتئاب.

ماذا تفعلين لو شعرت أن وسيلة منع الحمل التي تتبعينها تجعلك تشعرين بالقلق أو الاكتئاب؟





لو كان لديك تاريخ سابق مع الاكتئاب، أو لو بدأت تشعرين بالقلق نتيجة تسبب وسيلة منع الحمل الجديدة في اضطراب حالتك النفسية والذهنية، فعليك بالرجوع لطبيب مختص للاستفسار منه عن طبيعة الأعراض الاكتئابية التي يتعين عليك أخذها بعين الاعتبار، ومن ثم سيحدد لك الطبيب المسار الأمثل على صعيد العلاج وفق ما تتطلبه حالتك.