الحمل والولادة

15 مايو 2021

ما هي متلازمة التوأم المتلاشي؟

تشير متلازمة التوأم المتلاشي إلى حالة يمكن أن تحدث في أول الحمل أو في آخره، وهي نوع من أنواع الإجهاض، وحين يبدو أن هناك أكثر من جنين ينمو في الرحم، فقد يتم إخبارك بأنك حامل في توأم، أو في ثلاثة توائم أو أكثر، في بعض الحالات.

وقد يصير من الصعب اكتشاف أحد هذه الأجنة في أواخر الحمل، ويُعرَف هذا الجنين الذي لا يكتمل نموه بأنه "توأم متلاش". ولم يكن يعرف الأطباء كثيرا من المعلومات عن معدل حدوث تلك المتلازمة إلّا مع تطور تقنيات الموجات فوق الصوتية، التي باتت تتيح للأمهات الآن رؤية أطفالهن أثناء نموهم منذ بدايات الحمل.

يقول الأطباء إن متلازمة التوأم المتلاشي قد تكون سببا في تولد الشعور بالارتباك، القلق والحزن بالنسبة للنساء اللواتي يتم إخبارهن بأنهن حوامل في توائم.

التوأم المتلاشي مقابل التوأم الطفيلي




يختلف التوأم الطفيلي عن التوأم المتلاشي؛ إذ يبدأ التوأم الطفيلي في النمو سويا، ولا ينفصلان بشكل كامل في مراحل النمو الأولى كما هي الحال مع التوائم الملتصقة، ثم يتوقف أحد الأجنة عن النمو بعد ذلك كما هي الحال مع متلازمة التوأم المتلاشي.

ماذا تقول الأبحاث؟




تعتبر الإحصائيات المتعلقة بمتلازمة التوأم المتلاشي محدودة النطاق، وهو ما يرجع لعدة أسباب، من ضمنها أن تقنية الموجات فوق الصوتية (التي أعطتنا نظرة ثاقبة عن مدى شيوع المتلازمة) تعتبر تقنية حديثة إلى حد ما. هذا وقد تحدث أيضا متلازمة التوأم المتلاشي قبل أول موعد فحص بالموجات فوق الصوتية، والذي عادة ما يكون في الأسبوع الـ 12 ما لم يكن الحمل شديد الخطورة. وهو ما يعني أن الوالدين والأطباء لا يكونون على دراية بالأمر في كثير من حالات التوائم المتلاشية.

وهناك دراسة واحدة على الأقل تقول إن متلازمة التوأم المتلاشي تحدث بعد الحمل الطبيعي بالتوائم أكثر مما تحدث في حالات الإخصاب المختبري. وهي نفس الدراسة التي قدّرت أن 18.2 % من التوائم التي يُحمَل فيها بدون علاجات خصوبة تنطوي على توأم متلاش. وهناك دراسات وأبحاث أخرى ترفع تلك النسبة قليلا، حيث يقول أطباء من مستشفى سياتل للأطفال إن فرص حدوث متلازمة التوأم المتلاشي قد تحدث بنسبة تصل إلى 30 % من الوقت في حالات حمل التوائم.

ونوه الأطباء إلى أن فقدان جنين ينمو خلال الجزء الأخير من الحمل لا يُعرَّف على أنه توأم متلاش، بل يمكن تصنيف هذا الفقدان، بدلا من ذلك، على أنه إجهاض متأخر، علما بأن أسباب وإحصائيات حالات الإجهاض المتأخر تتفاوت بالفعل بشكل كبير.

ما أعراض متلازمة التوأم المتلاشي؟




هناك بعض أعراض الحمل التي قد تشير لمتلازمة التوأم المتلاشي، ولك أن تعلمي أن تلك الأعراض تختلف من امرأة لأخرى، وأن الأعراض التي يبدو أنها تتقلب أو "تختفي" لا تكون عادة مدعاة للقلق. ومن أبرز الأعراض التي تدل على تلك المتلازمة:

- حدوث تشنج ونزيف؛ إذ يحدث تبقع خفيف في العديد من حالات الحمل الصحية.

- اختلال مستويات هرمون hCG، الذي يتم فحصه لاكتشاف ما إن كان هناك حمل أم لا.

ما الذي يُسَبِّب متلازمة التوأم المتلاشي؟


 

لا تنتج تلك المتلازمة عن أي خيارات نمط حياة تتخذها المرأة الحامل. بل تحدث تلك المتلازمة لنفس السبب الذي تحدث بسببه معظم حالات الإجهاض المبكر، وهو ذلك الشيء الذي يعرف بـ "شذوذ الكروموسومات". وحين تكونين حاملا في توأمين أو أكثر، فإن مجموعات الحمض النووي المتعددة تنمو بشكل مستقل عن بعضها البعض؛ ما يعني أن جنينا واحدا يمكنه أن يستمر في النمو بعد أن يتوقف توأمه عن النمو.

كيف تُشَخَّص متلازمة التوأم المتلاشي؟




تُكتَشَف تلك المتلازمة عادة خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية. وعادة ما تجرى الموجات فوق الصوتية في المرة الأولى خلال الفترة ما بين الأسبوع الـ 8 للأسبوع الـ 12 من الحمل، وهو الوقت الذي قد تشاهدين فيه نبضتين أو أكثر على شاشة الموجات فوق الصوتية. وحين تحدث متلازمة التوأم المتلاشي، يظهر أقل من جنين أو كيس جنيني على الشاشة في زيارتك التالية للطبيب. وإذا لم يَعثُر مختص أو طبيب الموجات فوق الصوتية على ضربات قلب إضافية، فقد تُشَخَّص المرأة بمتلازمة التوأم المتلاشي. ولا تُحَدَّد المتلازمة في بعض الحالات إلا بعد الولادة، وقد تظهر بعض أنسجة الجنين الذي توقف عن النمو في المشيمة بعد الولادة.

كيف تُعالَج متلازمة التوأم المتلاشي؟




إن أجهضتِ في توأم خلال الثلث الأول من الحمل، فلا يكون للعلاج الطبي عادة أي دور في تلك الحالة، أما التوأم الذي يتوقف عن النمو فسيعاد امتصاصه في المشيمة وفي الطفل الذي تحملينه، وقد تبقى مؤشرات صغيرة على وجود التوأم في المشيمة عند ولادة الطفل. وإن فقدت توأما في مراحل لاحقة من الحمل، فربما ينطوي حملك على مخاطر عالية وربما يتطلب مزيدا من الاختبارات والمراقبة، خاصة وأن هناك بعض الدراسات البحثية التي تشير إلى أن فقدان توأم في وقت لاحق من الحمل أمر يزيد من خطر إصابة الجنين الذي ما زلت تحملينه بشلل دماغي.

التعامل مع متلازمة التوأم المتلاشي




بغض النظر عن مدى حدوث تلك المتلازمة بشكل مبكر من الحمل، فالمؤكد أن تلك المتلازمة تنطوي على كثير من المشاعر، وعادة ما تكون تجربة مربكة في حد ذاتها، فاكتشاف أن أحد الأجنة قد توقف عن النمو هو أمر من شأنه أن يسبب حالة من الحزن، وما يزيد الأمور صعوبة على الوالدين هو استمرار نمو الطفل الآخر بشكل طبيعي، ولهذا نستعرض فيما يلي عدة نصائح تتيح لك التعامل مع تلك المتلازمة:

- الانضمام لمجموعات دعم أونلاين من أجل التحدث عن تجربتك ومشاركة مشاعرك.

- التحدث من خلال مشاعرك مع نساء مررن بنفس تجربتك.

- الاعتناء أكثر بنفسك وتذكر أنه لا يزال هناك طفل آخر ينمو بداخلك.

- وضع قائمة بالأشياء التي تجعلك تشعرين بالأمان، الراحة والسلام.