الحمل والولادة

15 مارس 2020

كيف ينظر الأطباء إلى برنامج "أطفال الأنابيب"..وما أهمية العامل النفسي؟

إن تقنيات المساعدة على الإنجاب معادلة من طرفين، وغالبا ما يتم تسليط الضوء عليها من جانب واحد هو الزوجان؛ لأن هذا الجانب هو الجانب الصاخب، وصاحب الصوت الأعلى والصدى الأقوى، لكن ما سيتم تسليط الضوء عليه هذه المرة، هو طريقة تفكير الطبيب وآلية عمله لتسهيل إيجاد نقاط الالتقاء بين الطرفيْن.

إذ يقوم الطبيب بداية بالحصول على تفاصيل القصة المرضيّة كاملة للزوجيْن، وما إذا كانت هناك برامج علاجية سابقة أو محاولات عمل برنامج أنابيب سابق بشكل تفصيلي وإيجاد نقاط الضعف والقوة فيها.

وبعد ذلك يتم تحديد درجة صعوبة أو سهولة الحالة، إلى جانب إجراء التحاليل التي تتضمن الفحوصات الروتينية المتعلقة بالهرمونات وتحاليل الدم وبعض الفيتامينات والتحاليل التي تكشف عن بعض الأمور التي قد تكون كامنة لكنها تؤثر بشكل ملحوظ في نجاح أو فشل البرنامج، بحسب اختصاصي التوليد وأمراض النساء وتقنيات المساعدة على الإنجاب الدكتور محمد الزير.

الحالات الخاصة عند الزوجيْن

مع الأخذ بعين الاعتبار، كما يقول الزير، ضرورة إجراء تحاليل متقدمة أو متخصصة أكثر بحسب الحاجة الطبية وتبعا لمتطلبات الحالة، مثل إجراء تحاليل تخثر الدم للزوجة، وكذلك فحص الكروموسومات للزوجيْن، إلى جانب بعض الإجراءات الجراحية مثل عمليات التنظير ودراسة أنسجة بطانة الرحم مع عدم إغفال إجراء تحاليل السائل المنوي وبشكل متقدم، ودراسة تكسر الحامض النووي.

ماذا بعد التحاليل؟



الأمر يتطلب في البداية، الشرح التفصيلي للزوجين عن خطة العمل، ومن ثم توضيح الصورة والخطوات، وتهيئتهما لما بعد ذلك، وتقديم الدعم النفسي للزوجة بصورة أكبر هو أكثر ما يركز عليه الاختصاصي جراء ما تتعرض له من تأثيرات هرمونية تسبب تغيرات في المزاج والسلوك العصبي عندها، لا سيما أن أمل الحصول على الطفل يخفف عليها عبء ضغوطات البرنامج ويساعدها على التخلص من الضغط الاجتماعي إذا قُدّم لها الدعم النفسي المستمر، بحسب الزير.

وبعد الخطوات السابقة، يُفترض اختيار البروتوكول المناسب، وهذا الأمر نسبي تماما، ويختلف بين كل حالة ونظيرتها، وكذلك نوع وكمية الحقن؛ إذ يُعدّ هذا الاختيار نسبيا أيضا، ويخضع لتقييم الحالة من حيث معايير كثيرة يتم تقييمها في البداية، وتعدّ هذه الخطوة فنية وخاصة جدا، كما يجب اختيار البروتوكول حسب كل حالة.

وبحسب الاختصاصي الزير، فإن تحضير الزوجة بالمنشطات ومراقبة درجة الاستجابة لها، هي خطوة حساسة جدا وتتطلب درجة خبرة متقدمة لتجنب المضاعفات مثل متلازمة فرط الإباضة أو العكس تماما، أي ضعف وقلة الاستجابة، وتهدف في الوقت ذاته، الحصول على عدد ونوع مناسب من البويضات.

أما إجراء عملية سحب البويضات فهو إجراء بسيط جدا يتم تحت التخدير العام البسيط خلال مدة لا تتجاوز 10 دقائق تقريبا، بحيث تستطيع الزوجة في اليوم التالي ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

إجراء عملية الحقن

حقن البويضات ومراقبة الانقسام وتكوين الأجنة، هي دور الجنود المجهولين، والمقصود بهم مديرو المختبرات، وهذه من أهم الخطوات أثناء البرنامج، إلى جانب اختيار اليوم المناسب لإرجاء الأجنة للرحم وإعطاء التعليمات الخاصة بكل حالة ثم انتظار نتيجة كل هذا العمل، كما يرى الزير.

العامل النفسي ونجاح البرنامج



 

لأن كل حالة تعدّ مختلفة عن الأخرى، كما لا يوجد قانون ينطبق على كل الحالات، لهذا يكون الطبيب متفاعلا مع كل حالة بحد ذاتها من أجل تقديم الأفضل وإسعاد العائلة التي تنتظر قدوم طفلها بفارغ الصبر، وفق الزير، مختتما حديثه بالقول: "إن فلسفة نجاح البرنامج تعتمد بشكل أساسي على الجانب العلمي الطبي، مع عدم إغفال تقديم الدعم النفسي والمعنوي للزوجيْن؛ لما لهما من وقع وتأثير إيجابي في تخفيف المعاناة عنهما، ورفع نسَب النجاح بشكل ملحوظ".