الحمل والولادة

10 مارس 2020

هل تتأثر نوعية الحيوانات المنوية عند الرجل في سن الخمسين؟

تعد مرحلة انقطاع الطمث، أوما يعرف بـ "سن اليأس"، من العلامات التي تبين أن خصوبة المرأة لن تدوم. أما الرجال في المقابل، فيستمرون في إنتاج الحيوانات المنوية، وربما يكون بمقدور بعضهم ممن تجاوزوا الـ 80 عاما إنجاب أطفال!

إن الرجال يبقون محتفظين بخصوبتهم طوال حياتهم ويمكنهم إنجاب أطفال طالما كان بمقدورهم إتمام العلاقة الحميمية، لكن ما كشفه الباحثون مؤخرا هو أن خصوبة الرجال قد تتراجع مع التقدم في السن، وربما يكون هذا التراجع مثيرا في طريقة حدوثه.

وتوصّل باحثون يقودهم دكتور غاي موريس من مركز الصحة الإنجابية والجينية في لندن لنتائج تبين أن معدلات نجاح عمليات التلقيح الاصطناعي تقل بشكل كبير لدى الرجال الذين تزيد أعمارهم على الـ 51 عاما، وهو الوقت ذاته الذي تدخل فيه المرأة سن اليأس.

واتضح من نتائج الدراسة أن 42% من الرجال فوق سن الـ 51 عاما كانوا متوافقين مع معيار منظمة الصحة العالمية لجودة السائل المنوي، مقارنة بنسبة 61% من الرجال دون سن الـ 51 عاما، كما وجد الباحثون أن معدلات حدوث الحمل من عمليات التلقيح الاصطناعي والحقن المجهري تتراجع مع تقدم المرأة في السن، غير أنهم وجدوا في الوقت ذاته أن الأمر ذاته يحدث مع تقدم الرجل في السن.

وكما معظم الأزواج، فإن الأشخاص الذين يجرون عمليات التلقيح الاصطناعي والحقن المجهري يميلون لأن يكونوا قريبين في السن من بعضهم بعضا، وسبق أن أظهرت دراسات أن معدل الخصوبة يتراجع لدى السيدات بحلول عامهن الـ 32، أي قبل فترة طويلة من دخولهن مرحلة انقطاع الطمث. ووصف الباحثون تلك النتائج التي توصلوا إليها باعتبارها رسالة صحية عامة تنبه الرجال بعدم تأخير خطوة الإنجاب.

وقال الباحثون إن تراجع جودة السائل المنوي الناتج عن التقدم في السن قد يكون السبب وراء تراجع الخصوبة لدى الذكور فوق سن الـ 51، وأن العقم ليس مرضا يصيب النساء فحسب، بل يتساوى الرجل والمرأة حين يتعلق الأمر بعدم القدرة على الإنجاب.

كما لفت الباحثون إلى أن أي شيء يسبب حرارة وضغطا على الخصيتين، بما في ذلك قضاء ساعات في الجلوس أو ممارسة ألعاب، قد يحظى بتأثير سلبي طويل المدى على القدرة التناسلية للذكور، وهو ما على الرّجال أن يفطنوا إليه. وحتى عندما تحمل زوجات الرجال الكبيرات في السن، فعادة ما يكون هذا الحمل عالي الخطورة.

وأخيرا نوه الباحثون إلى وجود مشكلة أخرى تتمثل في أن الرجال الأكبر سنا يميلون لإنتاج حيوانات منوية ذات كمية وحركة أقل، وهو ما يقلل من فرص حدوث الحمل.