تتمحور أهميّة تغذية المرأة الحامل في كون تغذيتها هي المصدر الوحيد لتغذية الجنين، وهذا ما يفرض عليها الاهتمام بنوعية ما تأكل، بحيث تشمل كلّ العناصر والفيتامينات اللازمة لنموّ وتطوّر جنينها بطريقة صحية وسليمة.

إلا أنّ اللافت أنْ تكون هناك أطعمة تضرّ بصحّة الحمل كالأسماك واللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا والكافيين الزّائد، والفواكه والخضراوات غير المغسولة، والأهمّ الكبدة.

الكبدة تسبّب الإجهاض

عن هذا الموضوع، بدأت اختصاصية التغذية نغم ضيف الله بالتحذير من تناول الكبدة على الرّغم من أهميّتها في تقوية الدّم، لاحتوائها على العديد من الفيتامينات ونسبة عالية جدًا من الريتينول الذي يُعدّ أحد أنواع فيتامين (A).

ويؤدّي ارتفاع الريتينول بالجسم إلى مشاكل بصحّة الجنين وحدوث تشوّهات خلقية، خصوصًا بالأشهر الأولى من الحمل، وفي أغلب الحالات يحدث الإجهاض.

بالمقابل، هذا لا يعني عدم حصول المرأة على فيتامين (A) خلال الحمل، تحديدًا إذا أخذته بأمان من خلال اتّباع نظام غذائيّ صحيّ ومتوازن؛ لأنّه يساعدها في الحفاظ على صحّة بشرتها وعينيْها وجهاز المناعة عندها وعند طفلها.

وكبديل عن الكبدة، هناك أغذية تحتوي على نسبة آمنة من فيتامين (A) كالزبدة والجبنة والبيض، بحيث تحتوي هذه الأغذية على نسب قليلة جدًا من الريتينول مقارنة بالكبدة.

لماذا الكبدة تحديدًا؟

حسب تفسير الأخصائية ضيف الله، فإنّ الكبد هو مركز ترسّب السّموم الآتية من بعض الأدوية والعقاقير التي تؤخذ بطريقة خاطئة، أو الأغذية غير النظيفة سواءً بجسم الإنسان أو الحيوان، لذلك، وعندما تتناول الحامل الكبدة هي لا تعلم كميّة السّموم التي تحتويها، لذلك قد تتأثّر صحّة حملها وجنينها معًا.

وإذا كانت الأمّ الحامل تأخذ فيتامين (A) من خلال المكمّلات الغذائية، يجب عليها التأكّد من عدم احتوائها على الريتينول، ما يمنعها في هذه الحالة من تناول منتجات الكبدة كاملة مثل: زيت كبد السّمك.

وكي لا تُحرَم الحامل بشكل مُطلق من تناول الكبدة، تستطيع تناولها بمعدل مرتيْن شهريًا شريطة أنْ تتأكّد من طبخها جيدًا.

ومن جهة أخرى، إذا كان من الضروريّ أخذ مكمّل غذائيّ من فيتامين (A)، نصحتها ضيف الله بأنْ تختار الفيتامين الذي صُنع خصيصًا للحامل بشكل بيتا كاروتين، هذه المادّة بمجرّد ما دخلت الجسم تتحوّل إلى فيتامين (A).