الحمل والولادة

1 أكتوبر 2019

اختباراتُ الحمل المصنوعة منزليًا.. هل هي آمنة ودقيقة؟

تواجدتْ منذُ سنوات طويلة العديدُ من الطرق والوسائل المنزلية التي تمكّنُ النساء من معرفة ما إن كُنَّ حوامل أم لا، وواحدةٌ من أكثر هذه الطرق شيوعًا تلك التي يُستعان فيها بالسكرٍ وبول المرأة، وهما المادتان اللتان يتوقع أن يحدث بينهما شكلٌ من أشكال التفاعل الكيميائي حال كان هناك حمل، ولهذا تزايدت شعبية تلك الطريقة كثيرًا.

طريقة العمل

وربما يتساءل البعض عن الآلية التي يُمكن أن يعمل بها اختبار الحمل المنزلي هذا، والحقيقة هي أنَّ النساء تقمن في ذلك الاختبار بإضافة إحدى هذه المواد (مادة مبيضة، سكر أو معجون أسنان) إلى مقدارٍ من بول المرأة وانتظار حدوث ثمة تفاعل.

والنظرية هي أنَّ تلك المواد تتسم بحساسيتها تجاه هرمون الحمل والمعروف اختصارًا بـ (HCG)، وهو الهرمون الذي يوجد فقط في بول ودم المرأة الحامل، وهو ما ينتج عنه حدوث تغيير كيميائي حين يتفاعل مع أي من تلك المواد السابق ذكرها.

ويقول داعمو هذه النظرية إنّه إذا نتج فوران أو تكونت فقاعات نتيجةً لخلط أي من تلك المواد مع بول المرأة، فإنَّ ذلك يعني أنها حامل، وإذا لم يحدث، فهذا يعني عدم وجود حمل.

هل هذا الاختبار دقيق؟



الإجابة الصريحة والمباشرة هي "لا"، فلا توجد أية دراساتٍ رسمية تشير إلى أنَّ اختبارات الحمل المنزلية يمكنها أن تكتشف بالفعل هرمون الحمل أو أي علاماتٍ أخرى دالةٍ على حدوث الحمل في بول المرأة، ومن المستبعد أن تثبت الدراسات المستقبلية عكس ذلك، حسبما أكّدت كيلسي تيسوز، باحثة علم الأحياء بجامعة هارفارد.

وعلَّقت على ذلك أيضًا بريان راكور، الأستاذ المساعد للعلوم الصيدلانية بجامعة كامبيل الأمريكية، بقولها "لا أرى أي سبب يبرر إضافة مادة مبيضة، سكر أو معجون أسنان للبول ولا أرى أن تلك الطريقة ستفيد بأي حال في اكتشاف هرمون الحمل".

ما سبب حدوث التفاعل؟

إذن، طالما ينفي الباحثون الأمر برمته، ماذا عن هذا التفاعل الذي يحدث والذي تروج له الكثيرُ من النساء من خلال فيديوهات يقمنَ بنشرها على اليوتيوب؟

الإجابة ببساطة: هي أنَّ لذلك علاقةً بمستويات درجة الحموضة أو القلوية في المحلول أو بمستوى عينات البول والأشياء التي تختلط بها، حيث عادةً ما ينتج عن ذلك تفاعل، لكنه ليس دليلًا أو برهانًا على وجود حمل، وهو ما يجب معرفته والتأكيد عليه.

هل اختبارات الحمل المنزلية آمنة؟



أشارت راكور هنا إلى أنَّ تحضير اختبار حمل في المنزل لا يُشَكِّل أي خطورة، وأنَّ المشكلة الأكبر تتمثّل في الوثوق بالنتائج التي تكشفها مثل هذه الاختبارات غير الموثوق بها تمامًا، والأفضل الاستعانة بالاختبارات المعتمدة والآمنة التي تُباع في الصيدليات.