الحمل والولادة

4 سبتمبر 2019

متلازمة تكيس المبايض..هل تقلل فرص حملك؟

تعرف متلازمة تكيس المبايض، بأنها مجموعة من الأعراض التي تنتج بسبب ارتفاع نسبة الأندروجين (هرمون الذكورة) عند المرأة، وتشمل هذه الأعراض عدم انتظام أو انعدام الطمث وتدفقه بغزارة، بالإضافة إلى زيادة في نمو الشعر في أنحاء الجسم، فضلاً عن حب الشباب وآلام في منطقة الحوض والعقم، وغيرها من المشاكل الصحية.

خلال شهر التوعية بهذا المرض، سنتعرف على بعض المعلومات الهامة، ونتحدث عن فرص حدوث الحمل أثناء الاصابة بهذه المتلازمة المؤرقة، للعديد من النساء حول العالم، بحسب رأي الخبراء من مجلة وومن هيلث.

تعريف متلازمة تكيس المبايض؟

يحتوي المبيضان عند المرأة على آلاف البويضات، التي تنفد مخزوناتها بمرور الوقت، وتحاط البويضات بالخلايا التي تتحول إلى أكياس مملوءة بالسوائل، وفي حال انتظام الدورة الشهرية، سيزداد حجم أحد هذه الأكياس عند التبويض، حتى يصل قطره لـ20 ملم، ثم يتحرك مع البويضة إلى قناة فالوب حيث تلتقي بالحيوانات المنوية، من ثم تنزل البويضة المخصبة لأسفل إلى بطانة الرحم.

في هذه الحالة التي نحن بصددها، تغلف هذه الأكياس البويضات وتختلف بحسب نضج البويضة، وسيظل قطر البويضة غير الناضجة صغيرًا ولا يتعدى 2-9 مم، ويصل عدد الأكياس إلى 20، والسبب عدم وصول البويضات للحجم المناسب، وبالتالي لا تحدث الإباضة أو تحدث بمعدل بطيء.

وينتج المبيضان نوعين معينين من الهرمونات، وهما الأستروجين والأندروجين اللذي يحتويان على التستوستيرون والبروجستيرون.

ما يفسر زيادة هرمون التستوستيرون عند الاصابة بهذه المتلازمة، وبدوره يسبب مشاكل في الجلد والشعر؛ ما يزيد من معدل إنتاج هذه الهرمونات مثل الاستروجين والتستوستيرون والأنسولين.

علاوة على زيادة كمية الأنسولين في الدورة الدموية، نتيجة زيادة الوزن عند النساء الممتلئات، ويحفز الأنسولين المبيض على إفراز هرمون التستوستيرون بكميات مفرطة؛ ما يمنع نمو الجريبات المبيضِية الحويصلية كما ينبغي لإطلاق البويضات.

تُعاني حوالي 15% من النساء من متلازمة تكيس المبايض، بحسب آدم بالين أستاذ الأمراض التناسلية والجراحة في ليدز فيرتيلت والذي قال عن هذا الأمر: "تحدث متلازمة تكيس المبايض بسبب الاضطرابات الهرمونية وهي الأكثر شيوعًا، وتصاب بها النساء اللاتي تُعانين من مشاكل في المبايض ولم تنقطع عنهن الدورة الشهرية بعد، وتكمن المشكلة في اضطرابات الدورة الشهرية سواء بعدم نزولها أو مواعيدها غير المنتظمة؛ لذلك يجدن صعوبة في فقدان الوزن الزائد، وحدوث مشاكل جلدية كحب الشباب ونمو الشعر الزائد على الوجه أو الجسم".

هل هناك فرصة للحمل أثناء الإصابة بهذه المتلازمة؟



يقول بالين: "بالطبع سيؤثر اضطراب الدورة الشهرية على فرص حدوث الحمل، لكن لا داعي للقلق في حال كنت في المرحلة العمرية المناسبة، وهو من العشرينيات إلى أوائل الثلاثينيات، بجانب الصحة الجيدة ومؤشر كتلة الجسم الطبيعي، ولكنه سيستغرق بعض الوقت".

ويؤكد بالين على أن الوزن هو كلمة السر لحدوث الحمل في هذه الحالة؛ فزيادة الوزن ستعمل على تفاقم أعراض متلازمة تكيس المبايض وتقليل فرص الحمل، واعلمي أن زيادة الوزن ستحدث بسهولة، نظرًا لتأثر عملية الأيض وتعامل الجسم بشكل خاطئ مع الطعام.

لذا، يوصي بالين بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لمدة لا تقل عن 30 دقيقة من التمارين الشاقة من 5-7 أيام في الأسبوع، ستسهم هذه التمارين في زيادة الأيض، وبالتالي تتخلصين من الوزن الزائد بسهولة، وتتمتعين بصحة جيدة على المدى الطويل.

وتابع بالين: "النظام الغذائي المتوازن جنبًا إلى جنب مع التمارين الرياضية، سيزيد من فرص الحمل، احرصي على تناول الكربوهيدرات بكميات قليلة مع تجنب الدهون، مع تناول الفواكه والخضراوات الطازجة بكميات كبيرة".

ما هو العلاج الطبي لمتلازمة تكيس المبايض؟



في حال حدوث الإباضة لكن بشكل غير منتظم، فلا داعي للجوء للعلاجات ويفضل الانتظار حتى يحدث الحمل بصورة طبيعية، لكن إذا كنت تستعجلين الحمل، فعليك الانتظار لفترة من 6 شهور إلى عام قبل الفحص، أما إذا لم تحدث الإباضة بسبب ندرة الدورة الشهرية أو انقطاعها، فعليك أخذ العلاج المناسب لحدوث الحمل.

من هذه العلاجات، يقول بالين: "هناك محفزات للإباضة مثل اليتروزول، وهو أفضل من الكلوميد، الذي تستخدمه معظم النساء، فقد ساعد 75 % من النساء المصابات، على زيادة فرص الحمل بنسبة 20-25٪ ، ويتوقع زيادة النسبة لتصل إلى 60% بعد 6 أشهر من العلاج".

حقن الهرمونات

طريقة أخرى يوضحها بالين، وهي الحقن الهرموني اليومي، ويستغرق وقتًا طويلاً ويحتاج للمتابعة الدقيقة من قبل الطبيب المختص، وتحدث الإباضة عند النساء المصابات بنسبة 80%، بشرط السن المناسبة والوزن الصحي.

حفر المبيض

وهو إجراء جراحي عن طريق ثقب في المبيض، ولكن بالين لا ينصح به نظرًا للمضاعفات الناجمة عنه، منها تدمير أنسجة المبيض المسؤولة عن إنتاج التستوستيرون، وتحدث الإباضة مع هذ الإجراء بنسبة 80٪ عند النساء.

أطفال الأنابيب

هو الحل الأخير في حال فشلت كل المحاولات الأخرى، وينصح بالين باختيار الطبيب الماهر والمستشفى الجيدة، وستكون فرصة الحمل بنسبة 40%، ولكن هناك بعض الاعتبارات قبل إجرائها، وهو أن تكون المرأة تحت سن الـ 35 عامًا، ولا تعاني من زيادة الوزن.