عمليات تجميل

8 يونيو 2019

كيف تؤثر عمليات التجميل على النجمات والفن؟

بات السعي للجمال هوسًا حقيقيًا؛ إذ أصبحت النساء تسير وفقًا لكتالوج المواصفات القياسية للملامح؛ شفاه ممتلئة بالفيلر، حواجب ثقيلة محددة بالتاتو بدقة، وجنات مشدودة مرفوعة، وجه بلاستيكي، أسنان متساوية برّاقة، قوام مرسوم معالج بالشفط والنفخ والشد، كل هذا جعل الجمال الطبيعي موضع شك، وباتت الذائقة العامة تستسيغ شكلاً محددًا من الجمال.

تأثير عمليات التجميل على النجمات العربيات والفن

ما نراه عند مشاهدتنا للمسلسلات القديمة، حيث تطالعنا الوجوه بحميميتها وألفتها لنرى فيها احتفاءً بالروح إلى شيء أبعد من الشكل نفسه؛ كل هذا يشكل فارقًا كبيرًا، فترى كل التجاعيد بمكانها الصحيح، وتحس بالنص والحكاية والفنان نفسه؛ لأن التعابير تتحرك والوجه يتفاعل ويحكي، كل فنانة هي شخصية مستقلة ووجه لا يشبه الآخر، أما في سباق النجمات اليوم نحو التجميل، فإن المشاهد كلها ثابتة والوجوه متشابهة فلا نكاد نفهم تعابير الوجه إلا من السيناريو.

الأعمال بحداثتها وكل إمكانياتها تفتقر للإحساس والدفء، وتشعر أن الممثلة تؤدي المشهد وهي تقول لك: أنظر إلى البوتوكس!

أصبحت الممثلات يستعرضن الشد والنفخ من خلال مسلسلاتهن، فتكاد تنسى القصة وأنت مشدود نحو مجسمات البلاستيك، والقليل منهن ما يزلن محافظات على إطلالاتهن الطبيعية، لتجد أنهن يسرن في خط درامي واضح ومثقف.

بعيدًا عن الأعمال التجارية الخالية من المضمون، وكأن الوجه الطبيعي بات يقدم أدوارًا للنخبة، كل هذا يقودنا لموضوع آخر وهو تراجع الدراما في الوطن العربي، لكن ليس بوسعنا القول إلا أنه قد يكون الجمال الصناعي لافتًا ومدهشًا لبعض الوقت، لكن تأثيره لحظي، لا يثيرك للتأمل، بعكس الجمال الطبيعي العادي، الذي تألفه النفس وتنشد له الروح.

أما في إجابة علم النفس عن ما الذي يدفع النجمات للتسابق في هذا النوع من العمليات؟



فتؤكد الدراسات العالمية أن الدافع الحقيقي هو الحصول على استحسان الناس وثنائهم ونيل الشهرة والبحث عن الجمال، خاصة وأن الفن يضع النجمات في بيئة تنافسية تجعلهن يتسابقن في الحصول على أفضل الإطلالات.

كما أن الإعلام وثورة التكنولوجيا ساهما بذلك بشكل مبالغ به؛ إذ نجد النجمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتسابقن في وضع صورهن بإطلالات جديدة للحصول على تفاعل أكبر من الجمهور.

رأي علم النفس في إقبال النساء عمومًا على عمليات التجميل

يقول الأخصائي النفسي الدكتور عمر محمد: توجد أسباب كثيرة لإقبال السيدات بشكل عام على عمليات التجميل منها الأرق المزمن والضغوط النفسية، ويكون تفريغ هذه الضغوط بشكل غير مباشر من خلال عمليات التجميل المختلفة، ووقت الفراغ النفسي يساعد على تفكير السيدة بهذه الأمور..

وأشار إلى لجوء بعض السيدات إلى العمليات بسبب الاكتئاب أو الاهتمام الزائد عن الحد، وأحيانًا يكون هذا الأمر له تأثير من الطفولة أو المراهقة، وتردد النساء على عيادات التجميل بكثرة يعتبر هوسًا، وبعض الحالات قد تصاب بالإحباط والتوحد بعد فشل عمليات التجميل.

وأضاف: إن اتجاه النساء إلى هذا الهوس ما هو إلا انعكاس نفسي لعدم رضا المرأة عن شكلها وقلة ثقتها بنفسها؛ ما يدفعها دائمًا إلى توجيه اللوم إلى نفسها بأنها غير جميلة، وهؤلاء النساء قد ينجرفن ويدخلن دوامة لا تنتهي من إجراء جراحات تجميلية متعددة، وغالبًا لا يجدن النتيجة التي ترضيهن كل مرة؛ لأنهن يبحثن من وجهة نظرهن عن الكمال، وهذا غير قابل للتحقق.

في حين أن بعض النساء يقلدن الموضة تقليدًا أعمى، ويرغبن في الحصول على مظهر النجمات سواء الأجنبيات أو العربيات والتشبّه بهن، والتجارب العملية أثبتت فشل الكثير من هذه العمليات وتحول الكثيرات إلى أشبه بالدمية.