تعاني معظم النساء من عدم انتظام دورتهن من وقتٍ لآخر، ولا يكون ذلك مدعاة للقلق بالنسبة لهن في أغلب الأوقات، لا سيّما وأن طبيعة الدورة تختلف من امرأة لأخرى، فهي تنزل بشكلٍ منضبط لدى البعض وتنزل بشكل متقلب من شهر لآخر لدى البعض الآخر.
لكن ما يثير القلق حقا هو تلك الحالات التي تنزل فيها الدورة خفيفة جدا على غير المعتاد على بعض النساء، وهي الحالات التي تتكرر في عيادة أطباء النساء بشكل ملحوظ، ونحاول أن نلقي الضوء في السطور التالية على الأسباب وراء ذلك وكيفية التعامل.
ما الذي يؤدي لنزول الدورة الشهرية خفيفة؟
مصطلح الدورة الخفيفة قد يشير إلى طول مدة الدورة – عدد أيام نزيف أقل من المعتاد – و / أو إلى حدوث تبقع ونزيف أخف. وتشيع للغاية كثير من الأسباب، وكلها أسباب طبيعية تماما، بينما توجد قليل من الأسباب النادرة التي قد يستوجب الأمر تدقيقها أكثر.
ومن ضمن أبرز هذه الأسباب:
حبوب منع الحمل

وعن هذا الأمر قالت دكتور أليسا دويك، وهي طبيبة نساء ممارسة في مقاطعة ويستتشستر بمدينة نيويورك الأمريكية، إن بمقدور وسائل منع الحمل، التي تشمل الحبوب، اللولب، اللاصقة أو الحقنة، أن تخفف أو حتى تمنع نزول الدورة. وفي مثل هذه الحالات، يجب لنزول الدورة بشكل خفيف ألّا يكون مدعاة للقلق أو الانزعاج، حيث تكون الأمور طبيعية.
الحمل

قالت دكتور سارة توغود، وهي طبيبة نساء وتوليد مقيمة في لوس أنجلوس، إنه يُنظَر بالخطأ عموما إلى التبقع أو الدورة الخفيفة في بداية الحمل على أنه مجرد دم دورة خفيفة، والحل هنا في غاية البساطة، حيث يمكن الخضوع لاختبار حمل ومن ثم حسم المسألة.
أسباب أخرى شائعة

- النظام الغذائي.
- التمارين الرياضية.
- وظائف الغدة الدرقية.
- فقدان الوزن السريع.
- الإصابة بأي من اضطرابات الأكل.
أسباب أقل شيوعا
- حدوث نزيف ببطانة الرحم
حين لا يكون التبويض منتظما، كما في حالات الإصابة بتكيس المبايض أو الدخول في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، قد يحدث نزيف ببطانة الرحم، وهو ما ينتج عنه نزول الدورة بشكل خفيف.
- هرمون الاستروجين
يمكن أن يؤدي انخفاض مستوى هرمون الاستروجين المنتشر بالجسم إلى نزول الدورة بشكل خفيف.
- التندب
رغم ندرة ذلك، لكن ثبت أن التندب داخل الرحم وعنق الرحم قد يتسبب في نزول الدورة بشكل خفيف.
متى تكون الدورة الخفيفة مدعاة للقلق؟

في الغالب لا تكون الدورة الخفيفة علامة على ثمة شيء خطير، لكن الأطباء ينصحون عموما بضرورة فحص الأمر في حال استمرار نزول الدورة بهذا الشكل، مع الخضوع أولا لاختبار حمل حال كانت تشتبه المرأة في كونها حاملا، وإذا اتضح عدم وجود حمل، ففي تلك الحالة، يجب أن تتابع المرأة الفحص مع طبيبها بعد دورتين إلى ثلاث دورات.
متى يتعين على المرأة الذهاب إلى الطبيب؟
لا يتطلب الأمر عادة الذهاب إلى الطبيب، لكن المسألة تتوقف على عوامل الخطر وبعض الأعراض الأخرى، بالإضافة لوجود بعض العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه إليها، كازدياد الألم أو استمراره، ففي تلك الحالة، لا يجب تجاهل الأمر بأي حال من الأحوال.