مع بدء إعطاء لقاحات كورونا في كثير من دول العالم، ما يزال هناك انقسام حول حقيقة تأثيراتها وآثارها الجانبية التي يحتمل أن تطال الأشخاص، والجديد هو ما إن كان لها أي تأثيرات على الدورة الشهرية للمرأة، وهو ما سنحاول استعراضه في السطور التالية.

ما هي الآثار الجانبية الأكثر شيوعا للقاح كورونا؟

توصلت إحدى الدراسات التي فحصت اللقاحات الأكثر شيوعا (أكسفورد، أسترازينكا وفايزر) إلى نتائج مفادها أن تلك اللقاحات تسبب 3 أعراض رئيسية هي شعور بألم في الذراع، صداع وإرهاق. وتبين من الدراسة أن 25.4 % من المستخدمين الذين تلقوا أيا من تلك اللقاحات قد تعرضوا لواحد أو أكثر من الآثار العكسية الجهازية (وهو عرض يؤثر على كامل الجسم)، وأن 66.2 % من المستخدمين تعرضوا لواحد أو أكثر من الآثار العكسية الموضعية (وهو عرض يكون متمركزا في منطقة الحقن).

وورد بالدراسة أن الآثار الجانبية الجهازية الأكثر شيوعا كانت التعب والصداع بشكل عام، وأن أبرز الأعراض التي اشتكى منها المستخدمون كانت في أول 24 ساعة بعد التلقيح واستمرت معهم بمتوسط 1.01 يوم، وأن الصداع والإرهاق كانا أكثر شيوعا لدى النساء عن الرجال، وأنهما كانا يحدثان بشكل أكبر لدى من يبلغون من العمر 55 عاما أو أقل.

وفي غضون ذلك، لفتت الدراسة أيضا إلى أن طراوة موضع الحقن والشعور بألم موضعي من حوله كانا أكثر الآثار الجانبية الموضعية التي تحدث عنها متلقو اللقاح، وأنهما كانا يحدثان أغلب الأوقات في اليوم التالي للحقن، وأنهما كانا يستمران بمتوسط 1.02 يوم.

ومن ضمن الآثار الجانبية الأخرى الأقل شيوعا، وفقا لما وجده الباحثون في الدراسة، حدوث ردود فعل تحسسية تجاه الجلد كما الحروق، الطفح الجلدي والبثور الحمراء على الشفاه والوجه.

هل يمكن للقاح كورونا أن يؤثر على دورة المرأة الشهرية؟

بعيدا عن تلك الأعراض التي قد تكون أكثر وضوحا، تحدثت أيضا بعض النساء عن حدوث تغيير في دوراتهن الشهرية بعد تقليهن اللقاح. فنشرت على سبيل المثال طبيبة أمريكية تدعى كيت كلانسي عبر حسابها على موقع التدوين المصغر "تويتر" أن الدورة نزلت عليها بشكل غزير وغير معتاد بعد تلقيها لقاح موديرنا، وقد تفاعلت مستخدمات أخريات مع تلك التغريدة، وشاركن في تعليقاتهن تعرضهن لتجارب مماثلة بعد اللقاح.

ورغم عدم وجود نتائج أو بحوث رسمية بخصوص الطريقة التي قد يؤثر بها لقاح كورونا على دورة المرأة الشهرية، إلا أن دكتور فيكتوريا ميل، أخصائية المناعة الإنجابية في إمبريال كوليدج لندن، أوضحت في تصريحات أدلت بها لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنه ونظرا لأن بطانة الرحم تعد جزءا من جهاز المناعة، وأن الخلايا المناعية تلعب دورا في تكوين بطانة الرحم، الحفاظ وعليها ونزول الدم منها، فربما تتسبب اللقاحات في خلق "إشارات كيميائية" قد تؤثر على الخلايا المناعية بمناطق مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى حدوث نزيف غزير غير عادي أو نزيف غير متوقع.

ومع أن هناك كثيرا من المعلومات التي لا تزال مجهولة حتى الآن بشأن لقاحات كورونا وحقيقة تأثيراتها على الأفراد، إلا أن الدراسات تجرى الآن على نطاق واسع لاكتشاف المزيد.