العادة الشهرية

4 أكتوبر 2020

هل أدوية "بروفين" آمنة للتخفيف من أوجاع الدورة الشهرية؟

ضجت مواقع التواصل خلال الشهر الماضي بتدوينة تم تداولها على نطاق واسع لامرأة تحكي عن تجربتها مع أدوية "بروفين" ودورها في التخفيف من وجع الدورة الشهرية، لكن بالطبع من دون التحقق من حقيقة الأمر أو التأكد من صحة المعلومة.

وكان رد الفعل الأولي من قبل كثير من المتابعات هو طرح تساؤلات بخصوص الأدلة العلمية التي تدعم مزاعم صاحبة هذه التدوينة، لاسيما أنها لم تشرح طريقة عمل أدوية "بروفين" وكيفية إسهامها في تقليل وجع الدورة وما إن كان لها أي مخاطر أم لا.

والحقيقة هي أن هناك بعض الأدلة التي تبين أن الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (المسكنات)، مثل الإيبوبروفين، يمكن أن تقل من تدفق الدورة الشهرية. لكن لا يجب أن يُنظَر إليها على أنها حلول يمكن اتباعها على المدى الطويل، حيث يجب أن تلجأ النساء اللاتي تأتيهن الدورة دوما بغزارة أو بألم إلى الطبيب.

إلى ذلك، أوضح باحثون أن أعراض الدورة الشهرية، بما في ذلك غزارتها، تؤثر على جودة الحياة بالنسبة لكثير من النساء، فضلا عن أن نزيف الحيض الغزير من أكثر أسباب زيارة النساء لأطباء النساء والتوليد، بحسب ما يصل لـ 30 % من الزيارات.

كما أن هناك دراسة تشير إلى أن أعراض الدورة الشهرية، بما في ذلك الألم والنزيف الشديد والمزاج السيئ، ترتبط بحوالي 9 أيام من فقدان الإنتاجية لكل امرأة سنويا.



وقد اتضح أن الإيبوبروفين يحد من مستويات هرمونات البروستاجلاندين في بطانة الرحم، وهي طريقة من الطرق التي قد تقلل تدفق الدورة الشهرية، لكن تبقى الآلية الدقيقة لحدوث ذلك غير مؤكدة. وقد تكون تلك العملية أيضا من ضمن الأسباب التي تقف وراء الاعتماد على الإيبوبروفين كخيار علاجي أولي وفعال للدورات الشهرية المؤلمة.

وهناك أدلة كشفها باحثون عبر مراجعة أجروها مؤخرا حول ذلك الموضوع تبين أن الأدوية المسكنة كانت أكثر فعالية من العلاجات البديلة فيما يتعلق بتقليل فقدان الدم عند النساء المصابات بنزيف حيض غزير. لكن وجدت دراسة صغيرة جدا، كانت في تلك المراجعة، أن الإيبوبروفين ساهم بشكل محدود في تقليل تدفق دم الدورة الشهرية ( بنسبة قدرها 25 % )، ونتيجة لإجراء الدراسة على نطاق محدود للغاية، فإنها لم تُقدِّم تلك الأدلة التي يمكن اعتبارها أدلة قوية يعتد بها في الأخير.

فيما وجد الباحثون من المراجعة أن هناك عقارا آخر يعرف باسم "حمض الترانيكساميك" كان أكثر فعالية في واقع الأمر من الأدوية المسكنة في الحد من تدفق الدورة ( بنسبة 54 % )، لكن المشكلة هي أن ذلك العقار غير متوافر في الصيدليات.

وختم الباحثون بقولهم إن الإيبوبروفين قد يوفر بعض الراحة على المدى القصير، وقد يوفر مستوى من الراحة الإضافية لكونه متاحا بدون وصفات طبية، لكن لا يوصى به عموما كعلاج طويل الأمد بالنسبة للدورات الشهرية التي تأتي للنساء بغزارة.

كما نبه الباحثون إلى أن استخدام الأدوية المسكنة، كما الإيبوبروفين، على المدى الطويل قد يرتبط بأمراض الكلى، ضغط الدم وقرحة المعدة، وكذلك آثار جانبية أخرى شائعة تشمل عسر الهضم، الصداع والنعاس، خاصة عند تناولها بجرعات أعلى.