هناك نوعان أساسيان من آلام الحيض الشديد أو ما يسمى بعُسر الطمث؛ الأول يحدث بسبب تقلصات شديدة بجدار الرحم مع بدء نزول دم الحيض، لأسباب مختلفة منها صغر حجم الرحم أو ضيق فتحة عنقه، أو ربما سبب آخر يؤدي إلى صعوبة مرور دم الحيض للخارج.

أو بسبب قوة غشاء البكارة عند الفتيات، أو ضيق الثقوب الموجودة بالغشاء، وهذا ما يُسمى بألم الحيض التقلصي أو المغصي ويظهر غالبا بين الفتيات قبل الزواج، وهذا النوع كثيرا ما يتحسن بعد الزواج.

أما النوع الثاني فيحدث فيه الألم بسبب وجود احتقان بالأعضاء التناسلية أو بأحشاء الحوض ويكون سببه غالبا مرضيا، كوجود التهاب بعنق الرحم أو بعض التليّفات في بطانته. وتظهر الشكوى منه في هذه الحالة قبل ميعاد الدورة بيوم أو يوميْن، ولكن يقل الألم تدريجيا بمجرد نزول أكبر قدر من الدم خلال أول 3 أيام من الدورة، وفق استشاري التغذية العلاجية الدكتور محمد عبدالسلام.

آلام الدورة

المتاعب النفسية أو زيادة الاهتمام بالدورة الشهرية وترقب موعدها ما قد يزيد من حدّة ألم الحيض خاصة بين الفتيات، مسألة تستدعي البحث عن السبب ومعرفته وعلاجه حسب الطبيب المختص، وخاصة بالنسبة للسيدات المتزوجات.

إذ من المحتمل أن يكون هناك سبب مرضي وراء الشكوى من الألم الشديد، هذا في حال عدم وجود شكوى من مثل هذا الألم خلال الدورات السابقة.

أما بالنسبة للفتيات فإنه من النادر أن يكون هناك سبب مرضي يستدعي العلاج، وفي كثير منهنّ تزول شكواهن من ألم الحيض بعد الزواج، وذلك لاتساع ممر خروج دم الحيض من خلال تهتّك غشاء البكارة الذي في الغالب ما يكون سميكا ومطاطيا وقويا وذا ثقوب ضيقة يمر منها دم الحيض بصعوبة شديدة، بالإضافة إلى الحمل والولادة، حسبما يبيّن المتخصص عبدالسلام.

الحل بالأعشاب المنزلية

بصفة عامة يمكن الانتفاع من بعض الأعشاب المنزلية التي تساعد على تقليل أو تخفيف بعض من الألم المصاحب للدورة، على أن تؤخذ في صورة منقوع شاي يُجهز بإضافة ملعقة صغيرة من العشب لكل فنجان ماء مغلي، بدرجة حرارة 80 درجة، ويترك العشب منقوعا لمدة 10 دقائق، ويؤخذ بمعدل 3 فناجين باليوم.

جملة من الأعشاب والمشروبات ينصح بها الأخصائي عبدالسلام خلال نزول الدورة الشهرية؛ إذ لكل عشبة دورها وأهميتها خلال تلك الفترة، هي كالآتي:

البابونج: يساعد على تسكين الألم والصداع، كما يساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر النفسي وهو مفيد في تخفيف الحيض المصحوب بنزول خفيف للدم.

الشمّر: يدعم تسكين الألم ويقلل من التوتر النفسي، كما يساعد في تقليل مشاكل الهضم في هذه الفترة.

الكراوية: تساعد في تقليل الألم، وفي تقليل عسر الهضم، وتساعد في التخلص من الغازات خلال تلك الفترة.

البقدونس: يمكن أكله طازجا أو مغليا كشاي يساعد على تقليل الألم، ويساعد على طرد السوائل المحتبسة مع الدورة.

النعنع: يساعد على الاسترخاء، وعلى الهضم، وفي طرد الغازات، وتقليل الألم المصحوب بنزول دم خفيف.

السمسم: يفيد في تخفيف ألم الحيض عند الفتيات، على أن يُؤخذ بإضافة نصف ملعقة من مطحون السمسم إلى فنجان ماء ساخن، ويشرب مرتين باليوم.

الميرمية: تساعد في تنظيم الهرمونات بشكل كبير، وتساعد في الحد من غزارة دم الحيض.

ماذا عن آثار الحيض الجانبية؟

من آثار الحيض الجانبية الناتجة عن زيادة النزيف وكمية الدم التي يطردها الجسم، هو أن تكون السيدة أو الفتاة معرضة لنقص الدم أو حدوث الأنيميا، وهذا ما يستدعي البحث عن سببه وعلاجه، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الغذائي الصحي خلال هذه الفترة كتناول بعض مكملات الحديد، وبعض الفيتامينات والمعادن للوقاية من حدوث الأنيميا.

مشروبات غير مرغوبة خلال الدورة

مجموعة من المشروبات غير المرغوب بها، لم ينصح الأخصائي عبدالسلام بتناولها، نظرا لتأثيراتها على صحة المرأة سواء كانت متزوجة أم عزباء، منها تلك التي تحتوي على الكافيين كالشاي والقهوة والشوكولاتة؛ لأنها ترفع الضغط أحيانا وتزيد من النزيف خلال الدورة، وكذلك السكر والحلويات منعا لارتفاع الوزن بشدة خلال الدورة.

الابتعاد عن الملح والأطعمة المالحة، واستبدالها بالحبوب الكاملة كمصدر للنشويات المعقدة التي تمد الجسم بالطاقة والألياف التي تدعم التخلص من الإمساك خلال هذه الفترة، إلى جانب الإكثار من تناول الخضار الطازجة خاصة الورقيات.

ولأنه من المحتمل حدوث نقص في بعض الفيتامينات والمعادن، وهذا يُعدّ سببا في حدوث بعض المتاعب المصاحبة للدورة أو التي تسبقها، ينصح عبدالسلام بالإكثار من تناولها خلال هذه الفترة من خلال الغذاء المحتوي عليها، كتلك المتوفرة في الخضار الورقية الخضراء كالبروكلي، والخس، والكرنب، والبطاطا الحلوة، والقرع، والأطعمة البحرية، بالإضافة إلى المكسرات.