العادة الشهرية

21 يناير 2020

هل تعرفين أن الدورة الشهرية ليست دورة شهرية؟

هل تعلمين أن 9% من النساء في مرحلة الخصوبة في العالم يستعملن حبوب منع الحمل؟، وما لا تعلمه معظم النساء هو أنه يمكن لهن الاستمرار في تعاطي هذه الحبوب دون توقف، ورغم ذلك من الأفضل مراجعة الطبيب والتأكد من نوع الحبوب التي تستعملينها؛ لأن بعض الأنواع تمنع حدوث الدورة.

ويشير الأطباء إلى أنه ليس من الضروري أخذ استراحة من الحبوب المانعة للحمل للسماح للدورة الشهرية بالنزول؛ إذ يمكن أخذ الحبوب بشكل مستمر وعدم رؤية الدورة نهائيا؛ وهو ما تفعله الكثير من النساء خاصة في الإجازات والعطل.

الحقيقة أنه لا يوجد أي مانع طبي من أخذ الحبوب بصورة تختلف عما عرفناه؛ إذ يمكن للمرأة اختيار أي نظام لاستعمال حبوب منع الحمل، سواء كان النظام التقليدي (انقطاعات منتظمة) أو النظام الثلاثي (الانقطاع كل ثلاثة أشهر) أو المستمر (دون توقف)، أو النظام المرن (الانقطاع عن الحبوب من وقت لآخر دون الخضوع لنظام محدد).

في جميع الأحوال، لا يوجد دليل بيولوجي على أن اللجوء إلى إيقاف الحبوب يؤدي إلى أي ضرر؛ فتناول هذه الحبوب لا يُحدث تراكما للهرمونات، لذلك فإن آثارها تزول تماما فور التوقف عن تناولها.

ولتوضيح الأمور، فإن الدورة التي ترينها أثناء استعمال حبوب المانع، ليست دورة شهرية على الإطلاق، ففي الحقيقة هو نزيف ناجم عن الحرمان الهرموني، وخلال استعمال الحبوب ترتفع معدلات الهرمونات في الجسم، وعند التوقف بعد الأسبوع الأخير تنخفض مستويات الهرمونات بشكل سريع، لكن بطانة الرحم تكون رقيقة، إذ تمنع معدلات الهرمونات المرتفعة من تشكل طبقة ثخينة في بطانة الرحم، لذلك فإن النزيف الذي يحدث عند الحرمان من الهرمونات يكون خفيفا ولا يشبه الدورة العادية.

إذا قررت المرأة أخذ حبوب منع الحمل بشكل مستمر، فإنها يمكن أن تشهد نزيفا أو بعض البقع الدموية الداكنة في موعد الدورة، لكن هذا لا يعني حدوث أي ضرر؛ لأن هذه الأعراض سوف تتوقف بمرور الوقت؛ إذ سيتكيف الجسم مع النظام الجديد، لكن إذا أصبح النزيف المفاجئ غزيرا، أو استمر لسبعة أيام متتالية، فمن الضروري مراجعة الطبيب.

الحقيقة أن تصميم هذه الحبوب، وجعل المرأة تتوقف لمدة أسبوع، قد حصل لجعل المرأة تشعر بأنها على طبيعتها، ورؤية الدورة الشهرية بشكل منتظم يشعرها بالاطمئنان، كما أنه عندما تم إطلاق حبوب منع الحمل للمرة الأولى لم تكن تقنيات تشخيص الحمل سهلة ومتقدمة كما هي الحال اليوم، لذلك كانت المرأة تحتاج لرؤية الدورة الشهرية لتتأكد من أنها ليست حاملا.

لكن على مدى العقود الخمسة الماضية، حدثت تطورات تقنية كشفت الكثير. واليوم، يتفق غالبية أخصائي أمراض النساء على أن تناول حبوب منع الحمل بشكل مستمر، ليس آمنا فحسب، ولكنه الأفضل.