العادة الشهرية

25 نوفمبر 2019

كيف يؤثر الصيام المتقطع على الدورة الشهرية؟

مع ازدياد شعبية الصيام المتقطع، بدأت تشغل الكثير من الاسئلة بال النساء اللواتي يرغبن بتتبع هذا النظام، خصوصًا تلك المتعلقة بدورتهن الشهرية والهرمونات وصحتهن الإنجابية، وعلى الرغم من محدودية الأبحاث حول ذلك، إلا أنّه يمكننا إعطاء بعض المعلومات عن ذلك.

وتؤكد بعض الدراسات أنَّ حمية الصيام المتقطع وحمية الكيتو يمكنهما التأثير على الدورة الشهرية والصحة الإنجابية لدى النساء، مستدلينَّ على ذلك من خلال معرفتهم بأنَّ تناول السعرات الحرارية وممارسة الرياضة والوزن يمكن أن تؤثر جميعها على دورة الهرمونات، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتسبب الأشكال الشديدة لتقييد السعرات الحرارية وفقدان الوزن والتمرينات ونقص التغذية في انقطاع الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.

وفي هذا الخصوص تقول الدكتور نيكول ويتويتش، المديرة المساعدة لمعهد بحوث صحة المرأة في جامعة "نورث وسترن": "نحن نعلم أن فقدان الوزن، وحتى ممارسة التمرينات المفرطة، يمكن أن تتسبب في عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها"،

وتضيف نيكول: "حتى لو كانت المرأة لا تفكر في الحمل في هذه المرحلة من حياتها، إلا أنَّ جسمها لا يعترف بذلك؛ لأن الجسم يصبح قادرًا على دعم الحمل منذ أول دورةٍ شهرية تمرُ بها الإنثى، لذا تحتاج النساء إلى قدر معين من الطاقة والمواد الغذائية، كما أنَّ أجسامنا تتمتع بالقدرة على إدراك متى تكون احتياطيات الطاقة هذه منخفضة، وهذا ما يساعد على إطفاء الدورة الشهرية حتى لا يحدث الحمل".

بمعنى آخر يبدأ جسم المرأة بالعمل بموازنة الإشارات التي يجب مشاركتها بين المخ والغدة النخامية والمبيض، وعادةً يبقى الوضع كذلك حتى تستعيد المرأة وزنها أو تستأنف نظامًا غذائيًا غنيًا بما تحتاجه، فتبدأ دورتها الشهرية بالعودة إلى ما كانت عليه.

كما تحكم الدورة الشهرية والصحة الإنجابية مجموعةً من المدخلات الخارجية والداخلية في المخ، والتي تشمل حالة الطاقة الخاصة بك، والسعرات الحرارية، ومستويات الإجهاد وإيقاع الساعة البيولوجية؛ إذ يمكنها التأثير على الهرمون المسؤول عن إفراز هرمونين ذوي صلةٍ بتعزيز إطلاق بصيلات المبيض (التي تحتوي على البويضات) وإنتاج هرمون الاستروجين والبروجستيرون والتستوستيرون.

بمعنى أدق وبحسب الخبراء يمكن لأشياء مثل الإجهاد، أو حالة المرأة العاطفية والسلوكية، أن تلعب دورًا في دورات الطمث والصحة الإنجابية.

ومما يثير الاهتمام أنَّ المستويات الصحية للتمارين المعتدلة والنوم والوقت الذي تقضيه المرأة في الهواء الطلق يمكن أن تقلل من التوتر الفسيولوجي والمستويات المزمنة من الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي يمكن أن يؤثر بشكلٍ كبير على الدورة الشهرية.

كم من الوقت يمكنك أن تصومي دون التأثير على دورتك الشهرية؟



سيكون من الصعب وضع أي مبادئ توجيهية عامة؛ إذ هناك الكثير من التباين بين النساء في دوراتهن الشهرية، في حين أنَّ التغذية المقيدة بالوقت (حوالي 12-14 ساعة يوميًا) أو فترات الصيام العرضية التي تقل عن 24 ساعة ربما تكون آمنة، فمن المحتمل أن تحدد السيدة من خلالها جودة النظام الغذائي وكمية السعرات الحرارية.

فإذا كانت ممارسة الصيام المتقطع تؤدي إلى نقص المغذيات أو تسبب انخفاض السكر في الدم لفترة طويلة أو نقص السكر في الدم، فمن المحتمل أن يؤثر ذلك على الغدة النخامية والغدد التناسلية ويعطل إنتاج الهرمونات التناسلية.

كيف يؤثر صيام رمضان على الدورة الشهرية؟

بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقًا بخصوص تأثير فقدان الوزن والتمارين الشديدة والضغوط النفسية على الدورة الشهرية، حددت بعض الدراسات البحثية أنماط الأكل غير الطبيعية، والمستويات المنخفضة بشكل غير طبيعي من اللبتين وصيام رمضان كعوامل يمكن أن تؤثر على الدورة الشهرية، كما أكدت على أنَّ صيام رمضان وغيره من أشكال الصيام المتقطع لا تناسب نهائيًا النساء الحوامل.

وكانت دراسة وجدت أنَّ الفتيات اللاتي يعملن لأكثر من 15 يومًا خلال شهر رمضان، أكثر عرضة للإبلاغ عن تشوهات في الدورة الشهرية، بما في ذلك فترات غير منتظمة، أو نزيف غير طبيعي أو فترة طمث شديدة أو طويلة، واستمرت هذه الآثار لمدة ثلاثة أشهر بعد شهر رمضان، على الرغم من أن أغلب المشاركات كنَّ من صاحبات الوزن الطبيعي.

ومع ذلك، أظهرت دراسة أخرى بين النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أنَّ صيام رمضان يمكن أن يكون له آثار مفيدة على مستويات هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول مع تأثيرات محدودة على الهرمونات الإنجابية مثل هرمون محفز البصيلات وهرمون اللوتين.

ما الذي نعرفه عن الكيفية التي قد تؤثر بها النظم الغذائية الكيتونية أو غيرها من الوجبات الغذائية على الدورة الشهرية والصحة الإنجابية؟



لا يزال الباحثون يحاولون تحديد ما إذا كانت النظم الغذائية مفيدة، ومع ذلك، نعلم أيضًا أنَّ السمنة تؤثر سلبًا على الصحة الإنجابية ومعدلات النجاح في تحقيق الحمل، ومن هذا المنظور يعتبر نظام الكيتو كتدخل لتخفيف الوزن من أولويات الحمل، كما أنَّ بعض الدراسات قالت إن نظام الكيتو يمكن لكيتونية الصحة الإنجابية للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ولكن ذلك ليس قاعدة عامة.

هل هناك أدلة مقنعة على أن تقليل حمل الكربوهيدرات يمكن أن يحسن الخلل الهرموني ويؤدي إلى استئناف الإباضة لتحسين معدلات الحمل؟

تشير الدراسات إلى أن الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات [أقل من 45 ٪ من الكربوهيدرات] قد تحسن الخصوبة في بعض المجموعات السريرية، وخاصة بالنسبة للنساء ذوات الوزن الزائد والسمنة مع متلازمة تكيس المبايض.

هل يمكن أن يسهم النظام الغذائي في زيادة التشنج أثناء الدورة الشهرية الثقيلة؟

إذا قمتِ بإجراء بحث سريع عبر الإنترنت يتعلق بتشنجات الحيض والنظام الغذائي، فستجدين مجموعة كاملة من المعلومات التي تشير إلى أن الوجبات الغذائية المختلفة أو الأطعمة أو المكملات الغذائية تسبب وتقلل من تقلصات الدورة الشهرية.

ولكن هناك بعض البيانات التي تشير إلى أن الوجبات الغذائية النباتية قليلة الدسم و3-4 حصص من منتجات الألبان قد تكون مفيدة في تقليل تشنجات الحيض.