تشير الدراسة إلى أهمية معرفة أن العظام مثل بشرتنا وأعضائنا الداخلية، تخضع لعملية تجديد مستمرة طوال حياتنا، وأن الجسم يجدد المعادن المفقودة في أنسجة العظام؛ ما يجعل العظام قوية.
ولسوء الحظ، تتباطأ عملية التجديد بعد سن الـ30، وتتفاقم بعد سن الـ50؛ وتصبح هشة بشكل متزايد ما يزيد من نسبة خطر الإصابة بالكسور في كافة العظام، وأكثرها شيوعًا كسور الوركين والعمود الفقري والمعصمين.
كما يجب أن تدركي مبكرًا أن خطر الإصابة بهشاشة العظام يتطور بشكل أسرع مع انقطاع الطمث؛ لأن هرمون الإستروجين يلعب دورًا رئيسيًا في تجديد العظام، فانخفاض إنتاج هرمون الإستروجين الذي يظهر في انقطاع الطمث يؤثر بالتأكيد على كثافة العظام وقوتها.

طرق الحماية من الهشاشة

وتشير الدراسة التي استكملت ونشرت في وقت سابق من العام الحالي، إلى أن التغييرات في نمط الحياة مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية يمكن أن تتدخل وتحدث فرقًا كبيرًا.
فقد أجرى فريق من الباحثين دراسة استقصائية للتأكد من النظرية الصحية بشأن فعالية تناول الخوخ المجفف ضد تقدم هشاشة العظام لدى النساء بعد سن اليأس.
هذه الوصفة هي بالأساس موروث شعبي يعالج التهاب وآلام المفاصل، وقد تأكد لفريق الباحثين أن هذه الوصفة صحيحة وفعالة .
شملت الدراسة المعنية 200 امرأة بعد سن اليأس، تم تقسيمهن إلى 3 مجموعات: الأولى لا يأكلن الخوخ، والثانية تتناول فيه النساء 5-6 حبات برقوق مجفف يوميًا، أما الثالثة فتتناول فيه النساء من 10-12 برقوقة يوميًا.
ووجدت الدراسة أن تناول 5-6 حبات خوخ يوميًا يؤدي إلى توقف تطور هشاشة العظام، دون فائدة إضافية في تناول المزيد.
وعند المقارنة بين من أكلن الخوخ ومن لم يأكلنه، وجدت الدراسة أن من أكلنه كانت لدىهن مخاطر أقل بكثير في الإصابة بالكسور.
تقول الدكتورة ماري جين دي سوزا، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن تناول 5-6 خوخات يوميا، يمنع فقدان الكثافة المعدنية للعظام في الورك، وهي المنطقة التي تشكل أكبر خطر على المسنين من الجنسين حيث يؤدي الكسر فيها إلى دخول المستشفى وأحيانا إلى الموت.

كيف يساعد أكل الخوخ؟

تقول الدراسة إن كل حبة خوخ تحتوي على مزيج فريد من العناصر الغذائية المواتية التي تعزز صحة العظام وأبرزها البورون والنحاس والبوتاسيوم وفيتامين ك.
وبشكل أكثر تحديدًا، فإن تناول 5-6 حبات خوخ قادرة على تلبية متطلبات المرء اليومية من البورون، وهو معدن مرتبط بالوقاية من هشاشة العظام.
فضلا عن ذلك، فإن الخوخ يحتوي على مجموعة من مضادات الأكسدة تسمى البوليفينول التي يقال إنها تلعب دورًا في تجديد العظام. وهكذا، فإن تضمين مضادات الأكسدة هذه يمكن أن تعزز صحة العظام مع تقليل مستويات الالتهاب.
وتدعو الدراسة النساء أن يبدأن بأسرع ما يمكن في تناول الخوخ، مع معرفة أن فيتامين د والكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامين ك، لها مفعول إيجابي مؤكد، مثل منتجات الألبان، والسردين، والخضر الورقية، وفول الصويا غير المقشر.