تغذية

8 يونيو 2021

صيحة "مشروب الكلوروفيل" في تيك توك.. هل تستحق التجربة؟

كثيرة هي المقاطع التي يمكن مشاهدتها عبر منصة "تيك توك" حول النصائح التي يمكن إتباعها لتعزيز مستوى اللياقة البدنية وتحسين الأداء العام للجسم من خلال بعض التمارين، الحميات وكذلك المشروبات.

ومن أبرز الصيحات الغذائية التي بدأت تحظى برواج كبير للغاية على المنصة خلال الآونة الأخيرة هي تلك الصيحة المتعلقة بمشروب يعرف بـ "مشروب الكلوروفيل"، والكلوروفيل لمن لا يعرف هي الصبغة التي تعطي النباتات لونها الأخضر، وتشارك في عملية التمثيل الضوئي، التي تقوم فيها النباتات بتحويل الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية.

ومع إقدام كثيرين على تناول هذا المشروب والترويج له بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ يتساءل البعض عن جدواه وما إن كان مفيدا أم لا، والحقيقة وفق ما هو متداول من معلومات هي أن الكلوروفيل يحتوي على مضادات أكسدة ويحظى ببعض الفوائد الصحية.



وعلقت على ذلك أخصائية التغذية، كريستينا جاكس، بقولها "هناك مجموعة كبيرة من الفوائد التي يحظى بها الكلوروفيل، بدءًا من تعزيز مستويات الطاقة بالجسم، تحسين الحرق، تعزيز المناعة وانتهاءً بالمساعدة في إزالة السموم الخلوية، مكافحة الشيخوخة وتحسين صحة الجلد".

وواصلت كريستينا قولها "ومع هذا، فإن أفضل البيانات البحثية المدعمة هي التي تتحدث عن قدرة الكلوروفيل على الحد من خطر الإصابة بالسرطان بفضل خواصها المضادة للأكسدة، ويجب الانتباه هنا إلى أن تلك الدراسات اهتمت من الناحية الفنية بفحص الكلوروفيلين وليس الكلوروفيل، علما بأن الكلوروفيلين هو مزيج من الأملاح المشتقة من الكلوروفيل، غير أن الماركات التجارية عادة ما تطلق على مكملات الكلوروفيلين اسم الكلوروفيل".

وبينما يتحصل البعض منا بالفعل على الكلوروفيل من خلال النباتات الخضراء التي يتناولونها بشكل طبيعي ضمن نظامهم الغذائي المعتاد، لكن يمكن التحصل عليه أيضا في صورة مكملات، حيث يتوافر الكلوروفيلين في صورة حبوب أو قطرات سائلة باتت تحظى برواج على تيك توك.

ومع هذا، عاودت كريستينا لتحذر من وجود بعض الآثار الجانبية لتناول مكملات الكلوروفيل بصورة يومية، مثل حدوث تقلصات بالجهاز الهضمي، التعرض لإسهال ونزول براز لونه أخضر داكن.



وأضافت كريستينا "يمكن لهذه الأعراض أن تتفاوت، لكن لم تجرَ دراسات على المدى البعيد لتقييم استخدام تلك المكملات على المدى البعيد وكذلك نتائجها السلبية المحتملة من الناحية الصحية".

وحين يتعلق الأمر بأي مكملات غذائية، لابد من تذكر أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA تصنف المكملات على أنها أغذية وليست أدوية. ومعروف أن الإدارة تمنع شركات إنتاج المكملات من تسويق المنتجات الملوثة أو التي لا تحتوي على ما هو مدون على الملصق، وتُحَمِّل الشركات نفسها المسؤولية لضمان التأكد من تلبيتها تلك المتطلبات.

ويبقى السؤال الأهم في الأخير "هل يستحق مشروب الكلوروفيل التجربة؟" – والإجابة هي أنه وبينما تبدو النتائج البحثية الحالية مبشرة بشأن مادة الكلوروفيل، فإنه لا توجد أدلة كافية في هذه المرحلة من أجل إثبات الفوائد الصحية للكلوروفيل السائل بشكل مؤكد. ولهذا أوصت أخصائية التغذية كريستينا جاكس في الأخير بضرورة الاهتمام دوما باتّباع نظام غذائي نباتي يحتوي على الكثير من النباتات الخضراء المفيدة عامةً للصحة.