ما زال هناك الكثيرون يتخلصون من الصفار عند تحضير طبق من البيض، وهم في ذلك يتبعون وصفة تأكدي أنها غير علمية وتعود لعدة عقود.

ففي عام 1968، أوصت جمعية القلب الأمريكية بتناول ما لا يزيد على ثلاث قطع من صفار البيض في الأسبوع، بدعوى الحد من أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد أعقب ذلك جدل حول ما إذا كانت البيضة الكاملة أو بياض البيض فقط هو الخيار الأفضل لصحة للقلب.

مؤخرا، عاد صفار البيض إلى واجهة البحث، فقد أدرجت جمعية القلب الأمريكية البيض في جميع أنماط الأكل الصحي الموصى بها لمرضى الكوليسترول، كما وجدت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية أن أولئك الذين تناولوا سبع بيضات أو أكثر في الأسبوع يتمتعون بصحة قلب وأوعية دموية أفضل من المشاركين الذين تناولوا بيضة واحدة أو أقل في الأسبوع، وهكذا أصبحت عجة بياض البيض من أكبر الخرافات عن الأكل الصحي.

موقع "ويل اند غود " الأمريكي أعاد الآن إحياء الموضوع، ونسب الى أخصائية التغذية تريسي لوكوود بيكرمان "نفيها القاطع بأن صفار البيض يرفع نسبة الكوليسترول ويزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وقالت إن الأبحاث الحالية تظهر أن البيض ليس له علاقة بزيادة نسبة الكوليسترول في الدم، بل أنه في الواقع يمكن أن يساعد في رفع مستوى الكوليسترول الجيد، المعروف أيضا باسم HDL.

وتشير الدراسة إلى أن الكوليسترول الناتج عن الطعام له تأثير ضئيل للغاية على نسبة الكوليسترول في الدم؛ لأن الكوليسترول يتشكل في الكبد، ويتأثر كثيرا باستهلاك الدهون المتحولة والمشبعة أكثر من تأثره باستهلاك البيض.

ووفقا لبيكرمان، فإن تناول بياض البيض فقط يجعلنا نفقد الكثير مما تقدمه البيضة بأكملها؛ لأن غالبية العناصر الغذائية التي تأتي من البيضة تكمن في صفار البيض؛ ما يعني أننا يجب أن نأكل البيضة بأكملها؛ فالبيض يعتبر من المواد ذات الفيتامينات المتعددة في الطبيعة، وهو سلعة رخيصة الثمن، مشبعة، يسهل العثور عليها، ومصدر ممتاز للبروتين عالي الجودة، وتحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن جسمك قادر تماما على امتصاص كل البروتين من البيض للمساعدة في خفض ضغط الدم وتحسين صحة العظام والمساعدة في زيادة كتلة العضلات.

معظم أخصائيو التغذية ينصحون بتناول البيضة كاملة؛ لأن غالبية الفيتامينات والمعادن توجد في صفار البيض وهي تشمل فيتامين ب 12، وفيتامين د، وفيتامين أ، وفيتامين ب 6، والحديد، وفيتامين هـ، والزنك، وحمض الفوليك، والفوسفور، والسيلينيوم، والريبوفلافين، والبروتين، والكولين الذي هو من العناصر الغذائية التي تساعد على صحة الدماغ، واللوتين والزياكسانثين المفيدين لصحة العين.