تغذية

21 يوليو 2020

هل الجمع بين أنواع معينة من الطعام له علاقة بالهضم؟

قد يعتقد الكثير أن قدرة الجسم على الهضم لا تتأثر بأنواع الطعام التي يتم الجمع بينها في وجبة واحدة، ولكنهم لا يعرفون أن كل نوع من الطعام يحتاج إلى وسط يختلف عن الوسط الذي يحتاجه غيره من أنواع الطعام.

مضار الجمع بين بعض الأطعمة



بحسب ما يشير أخصائي التغذية العلاجية والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي الدكتور مصطفى الشريف فإن البروتينات مثلاً تحتاج إلى وسط شديد الحمضية كي يتم هضمها هضما جيدا، في حين أن النشويات تحتاج إلى وسط متعادل أو قلوي قليلا.

ومن ذلك يتضح أنه عند تناول البروتينات بالأخص اللحوم مع النشويات كالبطاطس مثلا فسوف تكون هناك مشكلة في الهضم لصعوبة الجمع بين الوسطين في وقت واحد؛ فتكون النتيجة وسطا قليل الحمضية لا يصلح لهضم أي منهما، ومن هنا تنشأ مشاكل الهضم المختلفة، فيشعر الأشخاص بعسر الهضم والانتفاخات بعد هذا النوع من الوجبات.

وكذلك تحدث مشكلة كبيرة عند تناول العصائر والمشروبات الغازية المحلاة بالسكر أو الحلويات بأنواعها مع اللحوم في الوجبة نفسها، وذلك لأن اللحوم رغم أنها تحتاج إلى وسط شديد الحمضية لا يصلح لهضم الحلويات والعصائر، تحتاج إلى ساعات طويلة للهضم قد تصل إلى 5 ساعات، في حين أن العصائر مثلا لا تحتاج سوى نصف ساعة على الأكثر للهضم؛ ما يتسبب في تخمرها مع الوقت ونمو البكتيريا التي تتسبب في عسر الهضم والحموضة والارتجاع.

ونتيجة لما سبق، فإن الجمع بين أنواع معينة من الطعام كاللحوم والنشويات أو السكريات مثلاً يتسبب في كثير من المشاكل منها عسر الهضم والحموضة والارتجاع، بحسب الشريف.

البدائل والحلول

للنتائج السابقة، يوصي الأخصائي الشريف الجميع بعدم الجمع بين أنواع الطعام المختلفة في الوسط المطلوب للهضم كاللحوم مع النشويات أو السكريات على سبيل المثال، رغم أن معظم وجبات الأشخاص تجمع بين اللحوم والنشويات في الوقت نفسه؛ إذ دائما ما يجمعون بين اللحوم والبطاطس، أو اللحوم والخبز، أو اللحوم والأرز.

لذلك لا بد من وجود حل لهذه المشكلة، وذلك عن طريق تقسيم الوجبة، بحيث يأكل الشخص اللحوم مع الخضار المطبوخة غير البطاطس طبعا مع طبق السلطة وجعل الأرز أو الخبز مع الخضار بأنواعه المختلفة مع طبق السلطة أيضا في وجبة أخرى، وبذلك نكون قد تجنبنا تبعات الجمع بين اللحوم والنشويات في الوجبة نفسها، من عسر هضم وحموضة وغيرهما من المشاكل، وفي الوقت نفسه نأكل ما نريده على أن يقسّم على وجبتين.

أما بالنسبة للعصائر والمشروبات الغازية والحلويات والفاكهة؛ فالأفضل تناولها بعد الوجبة المحتوية على اللحوم بساعتين على الأقل لتجنب المشاكل التي تنتج عن الجمع بينهما وللحصول على هضم جيد.

وأخيرا، دائما ما يُنصح بعدم الإكثار من أصناف الطعام في الوجبة نفسها، مع ضرورة الاكتفاء بصنف واحد للحصول على أفضل هضم، وللحفاظ على طاقة الجسم التي تستنفد في هضم الأكلات المعقدة فتضعف الجسم وتضعف مناعته.