تغذية

14 يونيو 2020

سعي المراهقين لتضخيم أجسامهم.. التغذية الطبيعية هي الحل

يتطلب النمو الجسمي السريع عند المراهقين زيادة في الطاقة الحرارية والعناصر الغذائية، لتميزهم بالشعور بالذات واختيارهم ما يأكلون عدا عن تأثرهم بأصدقائهم وإكثارهم من تناول الوجبات الجاهزة، ناهيك عن اهتمامهم الكبير بالمنظر والوزن.

فالغذاء المتوازن الصحي خلال مرحلة المراهقة لا يفيد فقط في النمو الأمثل والصحة الجيدة خلال هذه المرحلة، بل يفيد المراهق بالوقاية من الأمراض المزمنة فيما بعد. أما الفتاة المراهِقة فيفيدها في التحضير للحمل السليم.

ما أهم احتياجاتهم الغذائية؟

تزداد المتطلبات الغذائية عند المراهقين، فيحتاجون إلى كمية أكبر من الطعام المتوازن وأطعمة الطاقة لدعم النمو خلال هذه الفترة، بحسب أخصائي التغذية العلاجية وعلوم الأطعمة الدكتور محمد أمين أحمد.

ولهذا السبب، انتشرت ظاهرة تناول الكثير من المراهقين الشباب للمكملات الغذائية وبشكل خاص مساحيق البروتين بصورة كبيرة، دون إشراف طبيب أو متخصص، وإنما يتناولونها بناءً على نصائح زملائهم أو مدربيهم في الأندية الرياضية، لاعتقادهم بأن البروتين هو (الوقود) الذي سيشكل مصدرا لقوتهم.

الوقود المزيف

يعاني وبنسبة ضئيلة جدا من الشباب من نقص البروتين، فالبالغ "غير الرياضي" يحتاج بالمتوسط لـ 60 غراما فقط من البروتين، لذلك يقوم البعض منهم بإضافة بودرة مصل اللبن أو الصويا لطعامهم، إنما هم في الواقع لا يضيفون أي قيمة غذائية، كما لن يحصلوا على أي زيادة في بنيتهم العضلية، عدا عن عداد السعرات الحرارية الذي سيبدأ بالارتفاع عندهم.

وعلى الرغم من عدم وجود أي دراسة بحثية تؤكد وجود مخاطر قصيرة الأمد ناتجة عن تناول المكملات البروتينية، إلا أنه عادة ما يترافق تناولها مع مشاكل صحية متمثّلة بالقصور الكلوي، وهشاشة العظام، وأمراض القلب.

والسبب في ذلك، بحسب الأخصائي أحمد، هو أن الفائض من الأحماض الأمينية المتناولة سيتواجد في الدوران العام وسيتم استقلابها إلى بول ومستقلبات حمضية. وهذه المستقلبات ستشكل عبئا على الكلى كونها تطرح عبرها، بالإضافة إلى أنها ستقوم بتخريب العظام لكونها تعمل على سحب الكالسيوم منها، بالإضافة إلى أن البروتين الزائد من الممكن أن يتسبب بالالتهابات وزيادة مخاطر انسداد الشرايين، وفق أحمد.

المكملات والسعرات الحرارية

حسبما يبيّن الأخصائي أحمد فإن بعض أنواع مساحيق المكملات البروتينية تحتوي على أكثر من 100 غرام من البروتين في الحصة الواحدة، وهذا بحد ذاته يشكل 400 سعرة حرارية، غير أن المواد الإضافية الموجودة ضمن هذه الحصة قد ترفع عدد السعرات إلى قرابة الـ 1000 سعرة حرارية. لذلك، يرى بعض لاعبي كمال الأجسام أنهم بحاجة إلى غرام من البروتين لكل رطل من وزن الجسم، اعتمادا على شدة التدريب.

وبالاعتماد على ذلك، فإن كان الشاب المراهق من مستخدمي المكملات الغذائية فليحاول تناولها أثناء أو بعد التمرين مباشرة، وذلك لأن تلف العضلات سيحتاج لهذه البروتينات لعملية الإصلاح.

كما لا بد من التنبّه إلى أن استخدام كلمة (وقود) أثناء التسويق لتلك المكملات، لا يمتّ للصحة بصلة؛ فالجسم لا يستخدم البروتين كمصدر للطاقة إلا إنْ كان الشاب في حالة مجاعة، إلا أن الكثير من الشباب المتدربين في الصالات الرياضية لديهم رفاهية كافية، لذلك فهم فعليا لا يعانون من مجاعة أو نقص في الغذاء.

التغذية الطبيعية هي الحل

إن الرغبة ببناء الجسم والعضلات يعتمد على نظام تغذية طبيعية، دون أخذ المكملات الغذائية أو قيمة عالية من البروتين التي من شأنها إحداث ضرر بالكلى مع الوقت، خصوصا أن بعض هذه المنتجات ما هي إلا نفخ لعضلات الجسم، ولا تمثل أي مصدر للقوة، بخلاف حصوله على نسبة بروتين من الغذاء الصحي الذي يضمن له بناء جسمه وعضلاته بصورة أفضل من المكملات.

وما ينتهي إليه الأخصائي أحمد، دعوة الشباب لأن يكون جسمهم طبيعيا لا مخيفا وضخما كالروبوت أو الماكينة الصناعية، خصوصا إذا خرج عن الطبيعي والمبالغ فيه.