تغذية

26 مايو 2020

بروتين البطاطس قد يساعد على تطوير كتلة العضلات والحفاظ عليها

تشير دراسة جديدة إلى أن البروتين المستمد من البطاطس يمكن أن يكون ذا جودة عالية ويساعد الشخص على تطوير كتلة العضلات والحفاظ عليها.

وقد يكون البحث الذي نُشر في مجلة Nutrients"" مهمًا الآن في ظل توجه عدد كبير من الأشخاص نحو الأنظمة الغذائية النباتية؛ إذ تؤثر هذه الأنظمة على الصحة البدنية والاستدامة البيئية وقدرة أداء التمارين الرياضية.

البروتين الحيواني والنباتي

عند النظر في جودة البروتين، غالبًا ما يميز الناس بين البروتينات الحيوانية والنباتية، وحسب مقال نُشر في مجلة "Nutrients"عام 2019، توفر الأنظمة الغذائية النباتية فوائد صحية وبيئية، غير أن بعض المصادر الفردية للبروتين النباتي توفر جميع الأحماض الأمينية المفيدة المرتبطة بمصدر البروتين.

ويمكن أن يكون هضم البروتين النباتي أكثر صعوبة، لذلك قد تفقد بعض القيمة الغذائية المحتملة، وعلى النقيض من ذلك، تحتوي البروتينات الحيوانية على جميع الأحماض الأمينية التي يحتاجها الشخص و يسهل هضمها.

الأنظمة الغذائية النباتية

يتجه المزيد من الناس نحو النظام الغذائي النباتي؛ لأنه مستدام بيئيًا وصحيا بشكل عام مقارنة بالنظام الغذائي الغني باللحوم ومنتجات الألبان.

ووفقًا لمؤلفي المقال، فإن عبء الاعتلال الصحي والوفيات بسبب الأمراض المزمنة المرتبطة بالنظام الغذائي آخذ في الازدياد على الصعيد العالمي، مدفوعًا بسوء جودة النظام الغذائي والاستهلاك المفرط للسعرات الحرارية.

وفي الوقت نفسه، يستنزف النظام العالمي لإنتاج الغذاء موارد كوكب الأرض، ويعرض البيئة والأمن الغذائي في المستقبل للخطر، لذا فإن صحة الكوكب وسكانه متداخلان بشكل وثيق وسيظلان عرضة لهذه التهديدات ما لم يتم اتخاذ إجراء وقائي.

وقد أراد مؤلفو الدراسة الحالية استكشاف آثار البروتين المستمد من البطاطس، وفي حين أن البطاطس هي في الغالب غذاء نشوي، إلا أنها تحتوي أيضًا على البروتين، واستخراج هذا يمكن أن يولد ما يكفي من البروتين القابل للاستهلاك البشري.

وقالت مؤلفة الدراسة سارة أويكاوا، طالبة دراسات عليا سابقة في قسم علم الحركة بجامعة ماكماسترفي كندا: "في حين أن كمية البروتين الموجودة في البطاطس صغيرة، فإننا نزرع الكثير من البطاطس، وهذا البروتين عند عزله، يمكن أن يوفر بعض الفوائد القابلة للقياس".

وبشكل عام، يتطلب البروتين الحيواني المزيد من الأرض والموارد الأخرى أكثر من البروتينات النباتية، ونتيجة لذلك، من المهم فهم دور البروتين النباتي، مثل هذا النوع المستمد من البطاطس، في صحة الإنسان.

ولتحديد جودة بروتين البطاطس، قام الباحثون بإجراء الدراسة على مجموعة من النساء في أوائل العشرينيات من العمر اللاتي استهلكن بشكل عام الكمية اليومية الموصى بها من البروتين.

ثم قام الباحثون بتقسيم المجموعة إلى النصف، مع إعطاء مجموعة بروتين مشتقة من البطاطس لمضاعفة كمية البروتين التي كانوا يستهلكونها، بينما بقي النصف الآخر على الكمية اليومية الموصى بها من البروتين.

ووجد الباحثون أن النساء اللاتي تناولن مكملات بروتين البطاطس ازداد تخليق البروتين في عضلاتهن؛ ما أدى إلى نموها أكثر، أما المجموعة الثانية فبقيت على حالها.

وتقول أويكاوا: “لقد كان هذا اكتشافًا مثيرًا للاهتمام لم نتوقعه، لكنه يظهر أن الكمية اليومية الموصى بها غير كافية للحفاظ على العضلات لدى هؤلاء الشابات. "

وبالنسبة لمؤلفي الدراسة، تشير هذه النتيجة أيضًا إلى أن البروتينات النباتية يمكن أن تكون ذات قيمة في المساعدة على الحفاظ على العضلات ونموها.

نتائج رفع الاثقال لا تتأثر

وتطلع الباحثون أيضًا إلى معرفة ما إذا كان للبروتين النباتي تأثير على نمو العضلات عندما كانت النساء يمارسن تمارين رفع الأوزان، للقيام بذلك، طلبوا من المشاركات في كلتا المجموعتين أداء تمارين على إحدى أرجلهن فقط، باستخدام مكابس الضغط وآلات تمديد الساق.

وقد وجد الباحثون أن تناول مكملات بروتين البطاطس لم يحدث أي فرق في زيادة العضلات أثناء رفع الأثقال، ومع ذلك، من غير المحتمل أن يكون هذا يرجع إلى حقيقة أن البروتين جاء من البطاطس.

بالنسبة لأويكاوا، فإن أهمية النتائج هي أن البروتين النباتي يمكن أن يكون ذو جودة عالية ويساهم في تحسين صحة الإنسان، وتخلص إلى أن هذه الدراسة تقدم دليلاً على جودة البروتينات المستمدة من النباتات وقدرتها في بناء كتل العضلات والحفاظ عليها.