تغذية

25 أبريل 2020

هل من علاقة بين النهم العاطفي وتناول الطعام بكثرة؟

يعتقد كثيرون أن المشاعر والأطعمة مصطلحان بعيدان كل البعد عن بعضهما بعضا، إلا أنهما في الواقع مرتبطان ارتباطا وثيقا بحياة الإنسان.

واللافت، أن شعور الجوع يهيمن في مختلف المناسبات الاجتماعية، وأوقات الحزن والفرح، فتصبح الحاجة إلى الطعام كسبيل لإشباع الغريزة، إذ يتحول الهدف الأساسي إلى تغذية الجسد، لإسكات أوجاع الروح والسيطرة على مختلف التصرفات والابتعاد عن الاكتئاب والحزن.

إذا لا داعي للقلق إن شعرتم برغبة جامحة إلى تناول الأطعمة فأنتم بحاجة إلى إشباع عاطفتكم.

بهذا الخصوص، رأى عدد من الخبراء أن 75% من الأشخاص الذين يعانون من الشراهة المفرطة، ومن اضطراب في الشعور، وعدم القدرة في السيطرة على أنفسهم ومحيطهم، يحاولون مراراً التقيّد بحميات غذائية مختلفة لإنقاص الوزن وتثبيته، لكنهم سرعان ما يصطدمون بحائط الذنب عند أول فشل، ما يجعلهم أسرى التعويض بالطعام، وغالباً ما تكون تلك الأطعمة من السكريات والأطعمة الغنية بالدهون والنشويات، التي تزيد من معدل مادة السيروتونين التي تنقص عند الأشخاص الذين يعانون من الكآبة أو الضغط النفسي.

وفي تقرير عن أسباب الشراهة العاطفية، ميّز باحثون من جامعة هارفرد، بين تناول الطعام بسبب الشعور بالجوع وبين الحاجة إلى العاطفة وتستند إلى 5 نقاط، هي أنها تأتي فجأة فتشعرون أن عليكم أن تأكلوا حالاً، ما يزيد من سوء اختياركم للأطعمة لأن لا قدرة لديكم على التفكير، كما أنها تستهدف الأطعمة غير الصحية لأن فعلها في الجسد والدماغ سريع ومؤكد.

كما أنكم لا تشعرون بالشبع بسبب تناول الطعام رغبة في التعويض العاطفي، فهي مكانها ليس المعدة بل الدماغ لأنكم لا تشعرون بألم في المعدة عند الجوع بل بحالة من التهديد وإلزامية تناول الطعام حالاً، فضلا عن أنها تسبب الشعور بالذنب والخجل لأنكم لا تأكلون لسدّ الجوع بل للتعويض عن خسارة ما.

المشكلة إذاً ليست في كثرة الجوع الجسدي، لأن الأشخاص المصابين بالشراهة الزائدة لا يلجأون إلى أطعمة صحية ولا يكترثون بالضرورة لصورة الجسد لديهم.

الفيديو أعلاه، يعرض المقابلة التي أجراها "فوشيا" مع الاختصاصي في علاج العقل والجسد الدكتور ديفيد أبو خليل، إذ تحدث عن هذه المشكلة وسبل العلاج.