يزداد عدد النباتيين يوما بعد يوم في العالم، أصبحت لهم جمعياتهم ومواقعهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى مطاعم متخصصة بالأطعمة النباتية. ومع ذلك ما زال هناك بعض الخلاف بينهم، وهذا الخلاف يتمحور حول الأسماك: هل تقع ضمن قائمة اللحوم أم لا؟ لكن مع كل الإثباتات العلمية التي تقول أن الأسماك هي من اللحوم ما زال بعض النباتيين يصرون على أنها خارج قائمة اللحوم، وأن المرء يمكن أن يكون نباتيا ويتناول الأسماك.

إن مسألة الحيوانات التي نعتقد أنها من اللحوم مهمة من الناحية الأخلاقية ومثيرة للاهتمام؛ فقد وجدت الدراسات أن 60٪ من الأشخاص الذين يصنفون أنفسهم بأنهم نباتيون يأكلون شكلا من أشكال لحم الحيوانات يوميا تقريبا. والسمك بالذات يعتبر إشكاليا بصفة خاصة، والبعض منهم يعطي تبريرات طريفة لهذا التجاوز، فقد أجابت أخصائية تغذية تعتبر نفسها نباتية مبررة أكلها للسمك بالقول "أنا لا آكل أي شيء له وجه، والأسماك ليس لها وجه مثل البشر".

وفي دراسة متخصصة اعترف 41٪ من النباتيين أنهم يتناولون الأسماك بعض الأحيان. وفي مقابلة مع شبكة سي إن إن (CNN) شرح الرئيس السابق بيل كلينتون إلى أي مدى تحسنت صحته منذ أن أصبح نباتيا، لكنه أيضا قال: "الآن أتناول سمك السلمون مرة واحدة في الأسبوع".

"نباتيو الأسماك"

يشار إلى النباتيين الذين يتناولون الأسماك باسم "نباتيو الأسماك". ورغم أن هناك العشرات من الدراسات حول النباتيين، إلا أن أيا من هذه الدراسات لم تركز على الأشخاص الذين يستهلكون الأسماك، بل كانوا دوما جزءا من دراسة تشمل النباتيين عموما.

في إحدى هذه الدراسات وجد الباحثون أن 37٪ من "نباتيو الأسماك" أصروا على أنهم نباتيون رغم أنهم يأكلون السمك، وعند مقارنتهم بالنباتيين الصارمين، تبين أن "نباتيو الأسماك" يختلفون عن النباتيين الصارمين بما يلي:

· يميلون إلى التأكيد على أهمية الصحة في القرارات الغذائية أكثر من الاهتمام بالتعامل الأخلاقي مع الحيوانات.

· يعتقدون أن السمك مهم في نظام غذائي صحي.

· يؤمنون بأن البشر يستحقون المزيد من الاهتمام الأخلاقي أكثر مما تحتاجه المخلوقات من الأنواع الأخرى.

· ويعتقدون أن الأسماك لا تشعر بالألم حين اصطيادها بعكس الحيوانات التي تتألم حين ذبحها.

لكن النباتيين المتزمتين يعارضون هذه النقاط ويرون أن كون البشر يستحقون الاهتمام الأخلاقي يجب أن لا ينفي الاهتمام بالحيوانات الأخرى، وأنه يمكن الحفاظ على صحة جيدة دون تناول اللحوم من أي نوع كان، كما ركزوا على النقطة الأخيرة وهي أن الأسماك ربما تشعر بالألم حين اصطيادها وليس هناك ما يثبت العكس.

الأمر الطريف والمثير للدهشة في تلك الدراسة أن ما يقرب من نصف الخاضعين للدراسة كانوا مقتنعين أن الأسماك ليست من اللحوم.