تغذية

18 سبتمبر 2019

هل تتغيّر شهيّتنا للطّعام مع اختلاف مراحلنا العمريّة؟

تربطنا بالطعام علاقة معقدة تحكمها التكاليف ووفرة الأطعمة، وحتى تأثير الأصدقاء في بعض الأحيان، ولكن القاسم المشترك بينهم جميعاً هو "الشهيّة"، أي الرغبة في الأكل.

ومن المعروف علميًا، أنّ شهية الأشخاص للطعام تتغيّر مع تغيُّر مراحل حياتهم، بدءًا من الطفولة إلى الكهولة بسبب عوامل عدّة مرتبطة بالعمر والعوامل النفسية وغيرها.

تغيُّر الشّهيّة حسب المرحلة العمريّة

عن هذا الموضوع، توضّح اختصاصية التغذية ناديا أبو زيدية كيفيّة اختلاف شهيّة الأشخاص بحسب المرحلة العمرية، التي يمرون بها، حسب الآتي:

مرحلة الطفولة المبكّرة

ينمو الجسم سريعًا وفيها يكتسب الطفل عادات غذائية قد تستمرّ حتى مرحلة البلوغ، وفيها ربّما يأنف من بعض الأطعمة، ما يزيد من معاناة أمّه معه، فيما أطفال آخرون يصبحون بدناء عندما يواظبون على عادات غذائيّة خاطئة.

مرحلة المراهقة والشّباب



إنّ قامة الشّخص التي تطول والزيادة في شهيته إيذانًا ببدء بلوغه، تتطلّب التركيز على عاداته الغذائية في تلك المرحلة الحرجة التي يتشكل فيها نمط حياته على مدى سنوات عمره اللاحقة.

وفيها أيضًا تتغيّر أنماط الحياة نتيجة عدّة عوامل منها الالتحاق بالجامعة أو الزواج، فإذا تراكمت الدهون في الجسم، سيصعب التخلّص منها. كما يرسل الجسم إشارات قوية للدماغ إذا قلّ مدخول الطاقة عن احتياجات الجسم منها، فتطغى إشارات الجوع على إشارات الشبع، ما يعني الإفراط في تناول الطعام.

وممّا نصحت به أبو زيدية لمرحلتيْ الشباب والمراهقة بالسيطرة على النظام الغذائيّ، وعدم تناول الوجبات الخفيفة "النقرشات" والسريعة، والتخفيف من الشوكولاتة، والمشروبات الغازية قدر الإمكان.

والتركيز على زيادة تناول أحماض أوميغا 3 إلى طعامهم للحصول على قدرة تفكير عالية، أثناء تأدية حياتهم العملية والعلمية.

ما بعد تجاوز الخمسين

تبدأ العلامات الأولى للضمور العضليّ الطبيعيّ المرتبط بالشيخوخة، وهو فقدان الكتلة العضليّة في الجسم تدريجيًا، وبالتالي التعجيل من قلّة النشاط البدني وانخفاض استهلاك البروتين، كما يعجّل انقطاع الطّمث لدى النساء من عملية الضمور العضلي أيضًا.

لذلك، نصحت أبو زيدية بالحفاظ على نظام غذائيّ صحيّ ومتنوّع، والمواظبة على النشاط البدني للإسهام في الحدّ من آثار الشيخوخة.

إلى جانب تقليل الملح في الطعام، والإكثار من تناول المواد الغذائية الغنية بالمواد المضادة للأكسدة للحفاظ على صحة العينين والقلب والذاكرة، وإضافة الأطعمة المحتوية على أوميغا 3، والتركيز على تناول الألياف الغذائية للاستمتاع بهضم سليم.

وانتهت أبو زيدية إلى أن الطعام ليس وقوداً يمدّ الجسم بالطاقة فحسب، إنما هو تجربة اجتماعية وثقافية يجب الاستمتاع بها في مختلف المراحل العمرية، وبالتالي النظر للطعام على أنّه فرصة للتلذذ بتناوله، والاستمتاع بالآثار الإيجابية للتغذية السليمة على الصحة بشكل عام.