عكست دراسة صحية الاعتقاد السائد بضرورة تقليل استهلاك الدهون بقولها إن ذلك يشكل خطراً على صحة الإنسان وقد يؤدي إلى الوفاة المبكرة، وذلك بحسب صحيفة "تلغراف" البريطانية.

وأفادت الدراسة التي أوردتها مجلة "لانسيت" الطبية في لندن بأن تجربة أُجريت على نحو 135 شخصاً بالغاً، وجدت بأن الأشخاص الذين خفضوا استهلاك الدهون عاشوا حياة أقل من هؤلاء الذين استهلكوا كميات أكبر من الزبدة والجبنة واللحم.

وقال الباحثون المشاركون في إعداد الدراسة بأنها تمثل تضارباً واضحاً مع النصائح الطبية السائدة بضرورة تقليص استهلاك الدهون، إذ أشارت إلى أن الأشخاص الذين قللوا من تناول الدهون عوضوا عن ذلك باستهلاك كميات أكبر من المأكولات غير الصحية مثل الخبز والأرز والمعكرونة.

ونتج عن الدراسة بأن المشاركين الذين استهلكوا كميات أكبر من الكاربوهيدرات وخاصة السكر المكرر والمشروبات الغازية واللحوم المعالجة، كانت نسبة خطر الوفاة المبكرة عندهم أكبر بنحو 28% من غيرهم من المشاركين.

وأشارت الدراسة التي قُدّمت لمؤتمر طب القلب الأوروبي في مدينة برشلونة الإسبانية مؤخراً إلى أن الأشخاص الذين استهلكوا كمياتٍ ضئيلة من الدهون المشبعة ازدادت نسبة خطر الوفاة المبكرة عندهم بنحو 13% مقارنة مع هؤلاء الذين استهلكوا دهوناً اكثر.

وقال الباحث الدكتور آندرو مينتي من جامعة ماكماستر في انتاريو بكندا والذي شارك في إعداد الدراسة:"تشير الأبحاث التي أجريناها إلى أن تناول كميات قليلة من الدهون تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب.. نصيحتنا هي: أنه ينبغي رفع القيود قليلاً على استهلاك الدهون ووضع قيود على استهلاك الكاربوهيدرات من أجل تناولها بمقادير معتدلة."

وبحسب الدراسة فإن الدهون المشبعة موجودة في المنتجات الحيوانية مثل الزبدة والجبنة واللحوم الحمراء وأنه قبل إصدار تلك الدراسة كان الأطباء ينصحون بعدم تناول أكثر من 30 غراما منها يومياً للرجال و 20 غراما للنساء.

وقال الدكتور ماهشيد ديهجان المشارك في إعداد الدراسة:"ان استهلاك كمية كبيرة من الكاربوهيدرات أي أكثر من 60% من الطاقة يرتبط بارتفاع خطر الوفاة، في حين ترتبط زيادة استهلاك الدهون بما فيها الدهون المشبعة بانخفاض خطر الوفاة."

وأكد مشارك آخر وهو الدكتور عاصم مالهورتا على ضرورة تغيير النمط الطبي والتشجيع على زيادة استهلاك الدهون.

وقال:"كلما قمنا بذلك بسرعة كلما أسرعنا في وقف وباء السمنة والسكري وفي تحسين الصحة العامة."

من جهتها قالت الدكتورة سوزان جيب من جامعة أكسفورد:"أعتقد ان هذه الدراسة تدعم النظرية القائلة بأن على الشخص استهلاك نحو 35 % من طاقة الدهون و50 % من الكاربوهيدرات على أن لا يزيد السكر عن 5 % منها."