تغذية

31 يناير 2017

هل تؤثر الأطعمة التي تتناولينها على بكتيريا الأمعاء؟

في حياتنا اليومية نتناول أطعمة ومشروبات متنوعة صحية وغير صحية، لكن هل كل ما نتناوله يؤثر على مجموعة البكتيريا النافعة التي تعيش داخل أمعائنا؟

الدكتور مايكل موسلي من بريطانيا، يؤكد بأن لها تأثير كبير ويشير إلى أن المحلات التجارية الآن مليئة بعدد كبير من أنواع الأطعمة والمشروبات المحتوية على البكتيريا والخمائر، والتي تعد بأنها تعزز تلك البكتيريا بعد تزايد الاهتمام بالصحة الداخلية لجسم الإنسان في الآونة الأخيرة.

ويتساءل الدكتور عما إذا كانت كل هذه الأطعمة يمكن أن تغير مكونات البكتيريا في أمعائنا ومعدتنا. ويقول إنه قام بتجربة في هذا المجال مؤخرا بالتعاون مع وزارة الصحة.

وشملت التجربة 30 متطوعا بما فيهم علماء من مختلف المناطق في بريطانيا تم تقسيمهم لثلاث مجموعات وطلب من كل مجموعة أن تتناول أنواعا معينة من المأكولات والمشروبات خلال فترة أربعة أسابيع.



وتم تخصيص نوع من المشروب يحتوي على نوع أو اثنين من البكتيريا القادرة على مقاومة أحماض المعدة والعيش داخل الأمعاء في حين تناولت المجموعة الثانية مشروبا يحتوي على الخمائر والبكتيريا ويدعى "كيفير" وطلب من المجموعة الثالثة تناول مأكولات غنية بالألياف تدعى "أنولين".

ويقول الدكتور: "الشيء الذي اكتشفناه في نهاية تلك التجربة مثير حقا إذ إن المجموعة الأولى شهدت تغييرا صغيرا في نوع واحد من البكتيريا المفيدة للحفاظ على الوزن ولكنها لم تكن ذات أهمية كبيرة".

ويضيف: "أما المجموعتين الثانية والثالثة فقد سجلتا تغييرا مهما جدا إذ إن المجموعة الثالثة شهدت ارتفاعا في نوع البكتيريا المعروفة بفائدتها لصحة الأمعاء... غير أن الاكتشاف الأكثر أهمية هو في المجموعة الثانية التي تناولت شراب كيفير إذ أنها شهدت زيادة كبيرة في أعداد البكتيريا المعروفة باسم لاكتوباسيلاليس، والتي بعض منها مفيد لصحة الأمعاء وتقي من حالات الإسهال وعوارض أخرى مصاحبة للسفر".




من جهته يقول الدكتور بول كوتر من مركز أبحاث "تيجاسك في مدينة "كورك" بايرلاندة :"إن الأطعمة المخمرة بها أحماض كثيرة ولذلك فإن على هذه البكتيريا أن تطور نفسها من أجل التأقلم مع البيئة المحيطة والعيش بها ثم الانتقال للمعدة وبعدها للأمعاء".

ويشير إلى أن هناك اختلافا كبيرا بين المنتجات الغذائية إذ إن الأطعمة المعدة تقليديا في البيت أو دون تدخل الماكينات الحديثة تحتوي على مجموعة كبيرة من البكتيريا في حين أن المنتجات في السوق بالكاد تحتوي على أي نوع من البكتيريا.

ويضيف :"إن المنتجات المسوقة تخضع عادة لعملية البسترة لضمان سلامتها ما يؤدي إلى قتل البكتيريا في حين لا تخضع المنتجات المنزلية لمثل هذه العمليات".

وفي النهاية ينصح الأطباء بتناول المنتجات الغذائية المعدة تقليديا من أجل تحسين البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء أو أن يقوم الشخص بنفسه بإعداد تلك الأطعمة لضمان الحصول على البكتيريا الصحية التي يسعى إليها الإنسان.