للرجل

29 يونيو 2017

لماذا يرفض بعض الأزواج مساعدة زوجاتهم في أعمال المنزل؟

تقول الدراسات إن مشاركة الزوج زوجته بالأعمال المنزلية، تجعل المرأة أكثر سعادة وتشعرها بالعدل والرضا، الأمر الذي ينتج عنه توطيد ودفء العلاقة بينهما.

وتحدّث عالم النفس جوشوا كولمان في كتابه "الزوج الكسول" عن كيفية دفع الرجل للقيام برعاية الأطفال والأعباء المنزلية بالقول: "تنظر النساء لمشاركة الرجل في أعمال المنزل كتعبير عن الاهتمام والمحبة، كما أن ذلك يخفف من إجهادهنّ الجسدي".

في الوقت نفسه، تتضارب الآراء بين بعض الرجال حول مدى قبولهم لمشاركة الزوجة في الأعمال المنزلية التي ينبغي عليها القيام بها وحدها، ويعدّون مساعدتها أمراً يقلّل من شأنهم أو رجولتهم.

هل مساعدة الزوج لزوجته في أعمال المنزل ينقص من قيمته؟



بيّن الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي لـ "فوشيا" أن العقدة الذكورية الموجودة في المجتمعات العربية تركز على عدم وجوب تعاون الرجل مع زوجته في أعمالها المنزلية.

وبحسب الخزاعي، فإن التنشئة الاجتماعية قد ساعدت في إعطاء الرجل رمزية خاصة به، وأنه بمقابل الجهد الذي يبذله في وظيفته، عليه أن يجد الراحة بعد عودته للمنزل، فكيف له أن يبذل جهداً آخر مع زوجته في الأعمال المنزلية؟

ولا يفضّل بعض الأزواج المساعدة في الأعمال المنزلية لاعتقادهم بأنها متوقفة على الزوجة فقط، والمساهمة فيها يُنقص من رجولتهم ومكانتهم، وعدم معرفتهم بكيفية القيام بها، بالإضافة إلى أن بعض الزوجات يرفضنَ مساعدة الزوج لهنّ لأنهنّ الأجدر بتنفيذها على أكمل وجه.

وبيّن الخزاعي أن على الزوج أن يأخذ بالحسبان تعرُّض زوجته إلى وعكة صحية يوماً ما، أو تأخرها في ساعات عملها، ما يعني تراكم الأعمال عليها، والحاجة لمدّ يد المساعدة لها، خاصة الأمور المتعلقة بالمحافظة الدائمة على نظافة المنزل، لذا يتوجب عليه أن يتعلم كيفية تنفيذ تلك المهام، تحسباً لأي طارئ.

كما نصح الخزاعي بضرورة تثقيف الشباب قبل الزواج بأهمية الحقوق والواجبات المشتركة بين الزوجين، الأمر الذي لا يُنقص من هيبتهم ومكانتهم، بل على العكس يولد تنشئة اجتماعية صالحة تنعكس على الأبناء، الذين سيساهمون في مساعدة والدتهم في الأعمال المنزلية لاحقاً.