الحياة الزوجية

3 أكتوبر 2022

تلك الإيماءات الصغيرة سر سعادتك الزوجية.. لا تتجاهليها

مع تزايد ضغوطات الحياة، وتسارع إيقاع المتغيرات والمسؤوليات من حولنا بصورة تكاد لا تسمح لنا بملاحقتها، ربما يشعر الأزواج أن لغة الحب والتواصل بينهما بدأت تقل نوعا ما، نتيجة لانشغال كل طرف في مسؤولياته وانهماكه في المهام التي يجب عليه إنجازها.
ولعل الزوج لو رأى مثلا أن زوجته منهمكة في أمر ما داخل المنزل، كتحضير طعام، تنظيف أوان أو ما شابه من مهام، ثم وجدها تصدر تنهيدة بصوت مسموع، فله أن يعلم أنها إشارة منها لرغبتها في التواصل معه، كي يتحدث إليها، يدعمها أو يخفف عنها.
والحقيقة الغائبة عن كثير من الأزواج في واقع الأمر هي أن مثل هذه الإيماءات الصغيرة تكون انعكاسا لما يشعر به داخليا أحد الزوجين أو كلاهما، ومن ثم لابد من الانتباه لها، مهما كانت صغيرة؛ لأنها تصنع الفارق في العلاقات وتعزز الشعور بالسعادة.
أكبر مؤشرات السعادة




ووصف خبيرا العلاقات الشهيران، جون جوتمان وسكوارتز جوتمان، مثل هذه الإيماءات الصغيرة بـ "أكبر مؤشرات السعادة"، لأن مثل هذه التنهيدة هي شيء أكبر من مجرد تنهيدة؛ إذ إنها في حقيقة الأمر محاولة للتواصل وفتح لغة حوار مثمر بين الزوجين.
وفي كتابهما الجديد "وصفة الحب"، قال الثنائي جوتمان إن من أكبر المفاهيم الخاطئة الموجودة لدى كثيرين منا حول فكرة تعزيز التواصل بين الأزواج هو ضرورة توفير ساعات من وقت الزوجين يوميا من أجل ذلك الأمر. لكن الواقع عكس ذلك، فمع انشغال كلا الطرفين فيما لديهما من مهام داخل المنزل وخارجه، لن يكون أمامهما الوقت الكاف لفعل ذلك، وبالتالي تزداد عليهما صعوبة الجلوس ومحاولة التواصل معا.
ولهذا قال الباحثان إن فرص التواصل تكون متاحة باستمرار أمام الزوجين، لكنهما يقومان بتفويتها، ولا يستغلانها، حيث لا تكون لديهما دراية محددة بما يبحثان عنه، ولا تكون لديهما معرفة بمدى أهمية مثل هذه الإيماءات الصغيرة، رغم أن لها مفعول السحر.
ما هي تلك الإيماءات؟




وتتنوع تلك الإيماءات أو محاولات التواصل بين الأزواج، فقد تظهر على هيئة محاولة لمس يد الزوج/الزوجة أثناء مشاهدة التلفاز، إخبار الزوج/الزوجة بحلم ما أو حتى بإصدار تنهيدة، ولكن الأهم هو طريقة استجابتنا لهذه الإيماءات؛ إذ يجب أن تكون إيجابية، لضمان تعزيز لغة التواصل والتفاعل بين الأزواج، بغض النظر عن مشاغلهما.
ونوه الباحثان إلى أن هناك 3 طرق يتفاعل بها الأزواج مع إيماءات كهذه، هي:
- التفاعل بإيجابية والانخراط في الحديث.
- التفاعل بسلبية وتجاهل حاجة الطرف الآخر للتفاعل.
- التفاعل بانفعال لوقف محاولة الطرف الآخر التواصل والتفاعل.
وتابع الباحثان بقولهما إنه ومن خلال مراقبتهما لطريقة تفاعلات الأزواج (130 زوجا وزوجة على مدار يومين)، تبين لهما أن طريقة استجابة الأزواج مع محاولات التواصل فيما بينهم ليست مؤشرا على السعادة المستقبلية فقط، بل على استقرار العلاقة أيضا.
ورغم تأكيد الباحثين أخيرا على عدم وجود أزواج يتفاعل بعضهم مع بعض طوال الوقت، لكن من المهم أن يفعلوا ذلك قدر المستطاع؛ لأن اهتمامهم بذلك هو الفيصل.